للذهاب إلى الرياض من المنطقة الشرقية، أمامك وسيلتان، النقل الجوي أو النقل البري، إذا اخترت النقل الجوي فأمامك خياران، أن تموت وأنت «انتظار» أو أن يوفروا عليك هذه الميتة ويقولوا لك «يفتح الله».. أما النقل البري، فأمامك أيضاً خياران إما أن تذهب بسيارتك وإما أن تذهب بالقطار، طبعاً انس النقل الجماعي، فالذهاب سيراً على الأقدام أكثر راحة، الآن للذهاب بسيارتك عليك أن تتحمل المندس «ساهر» وهذه ستكلفك الكثير، لم يبق أمامك سوى القطار، إذا اقتنعت بهذا الخيار فدعني أحذرك، قد لا تصل إلى الرياض نتيجة حادثة لا قدر الله، إذا لم يحدث ما يعكر صفو الرحلة، ولم تتأخر، عليك أن تتحلى بصبر أيوب، فالخدمات يجب أن تبحث عنها، إن وجدتها فأمامك خياران أن تقبل بها أو ترفضها، وأنا أرجح الثانية، وعليك أيضاً أن تتحمل رداءة العربات، وهذه أيضاً لا يوجد فيها خيارات، وعليك قبل ذلك أن تذهب بنفسك إلى المحطة لحجز التذاكر، وانس أنك بالقرن ال21 وعصر التقنيات، فالعصر هناك أسمنتي والخدمات غير مفعّلة، وانس أيضاً الخدمات الهاتفية فعلى رغم توافرها لكن للإرسال وليست للاستقبال. عموماً إذا وصلت على خير، اكتب اقتراحاتك وضعها في صندوق الاقتراحات ونعد بدراستها. استغرب شهريار كثيراً ما سمعه، وقال: هل يعقل أن تكون دولة بهذه المكانة وليس لديها «تروماي»؟ فضحكت شهرزاد وقالت: مولاي على أرض الواقع موجود لكنه، في واقع الأمر غير موجود. فقال مستغرباً حديثها: تباً لك يا جارية تتحدثين كصاحبنا الأخرق سارتر. فارتبكت قليلاً وعادت لتقول: سيدي نرى القطار أمامنا يعطل حركة السير، ويسمع به أطفالنا ويحلمون بركوبه، لكن تواضع خدماته تحول دون المغامرة بأرواحنا والركوب فيه. فيما نحلم أن تكون لدينا شبكة قطار مثلما هي لدى الغرب. لكن فاتنا ذلك يا مولاي. هنا سكت شهريار قليلاً وتمتم ببضعة كلمات غير مفهومة، ثم قال: هل لذلك كان زميلي علي عبدالله صالح يقول: «القطار فاتكم، القطار فاتكم؟». وهنا سكتت شهرزاد عن الكلام المباح قبل أن يدركها الصباح. [email protected]