تستيقظ من نومك وأنت متوتر، فرائصك ترتجف، ووجهك مقلوب؛ إذ إنك حلمت حلماً مزعجاً بأنك كنت تقف أمام مغارة، لكن أبوابها مغلقة، وفجأة يخرج لك 40 نفراً، ويحيطون بك وهم صامتون، والخوف يتغلغل إلى عروقك إلى أن جفت، وهنا يصرخ عليك أحدهم بصوت عال: «اخلص علينا يا علي بابا». طبعاً أنت نائم ولا تدري ما ينبغي عمله. فجأة تفتح المغارة؛ فتدرك أنك زعيم عصابة، وأنك تملك كنوزاً تمكنك من امتلاك شقة في باريس، وأخرى في لندن، مع تذاكر سفر درجة أولى؛ فتمضي إلى داخل المغارة، وخلفك «الأربعون حرامي»، وما إن تلمس تلك الكنوز حتى تتحول إلى «تراب»؛ فتصاب بالهيستيريا، ويضاعفها أن دوريات أحاطت بكم من كل جانب، وتم إلقاء القبض عليك، وفرَّ «الأربعون». عند هذا المقطع استيقظت؛ فيبدأ الحلم ينهش في عقلك؛ فتذهب إلى الإنترنت علك تجد ما يريحك فلا تكتفِ؛ فتنتظر أحد مفسري الأحلام على التلفزيون، وما أكثرهم، فتسأله في لهفة، فيقول لك: «إن مرافقيك الأربعين هم أعداء لك. أما الكنوز فهي حسنات ستفقدها لعدم صفاء النية». «صف نيتك يا بني» فتسأله مرة أخرى: «حسناً، وماذا عن الشرطة؟»، فيقول لك: «لا تحمل هماً؛ فإذا كنت تعرف واسطة فستخرج». هنا استيقظ شهريار من غفوته، وقال: «أخبريني يا شهر زاد، إذا كانت أمتي لا تنام إلا بعد صلاة الفجر أو صباحاً، فمتى يحلمون؟»، قالت مرتبكةً: «الظهر يا مولاي»، فقال: «ولديكم مَن يفسر أحلام الظهر أيضاً؟»، فقالت: «إنهم يتكاثرون كالفطريات يا مولاي، ولديهم القدرة على تفسير أي شيء»؛ فانزعج شهريار كثيراً، وقال: «حلمت حلماً يوم أمس؛ أنني كنت وإياك يا شهر زاد نسير في طريق وعرة وتحويلات تحيط بنا من كل صوب، ونحن ندور وندور ونعجز عن الخروج، فهل تعرفين مَن يفسره؟»، فتناولت شهر زاد هاتفها الثريا، واتصلت بأحد المفسرين، ووصفت له الحال، فقال على الفور: «يبدو من الحلم أنك كنت في الرياض أو الدمام يا مولاي، لو أعطيت البلديات خبراً لتمكنوا من إصلاحها قبل أن تحلم بها يا مولاي». وهنا أدرك شهر زاد الصباح، وسكتت عن الكلام المباح. [email protected]