ماهي قصة الشعير؟ الدولة تدعم، والمالية تطمئن، والداخلية تحذر، وأخيراً التجارة تهدد، شخصياً لست ضد هذا الحراك الإيجابي، وقد اتفهم هذا الجهد، لكن ما لم استوعبه الانتفاضة التي أصابت وزارة التجارة، فهي أعلنت عن» تخصيص مكأفاة مالية لأي مواطن من غير مراقبي الوزارة يقوم بالإبلاغ عن أية كميات مخزنة من الشعير أو رفع سعر بيع الكيس عن السعر المحدد، (لكن ولنضع خطين تحت كلمة لكن) على أن يسهم البلاغ بضبط الكمية ومصادرتها من الجهات المختصة انتهى. فكرت كثيراً بالأمر واستشرت من ذوي العلم والمعرفة وحتى قناة «ديسكفري» عن المقصود بالجهات المختصة التي تركتها الوزارة عائمة، فلم أجد جواباً، وتوجهت بسؤال لقناة «عالم الحيوان وناشيونال جيوغرافيك» عن سر الحرص الذي تبديه الوزارة على الشعير فيما الأسواق تعج بالبضائع الرديئة وبالخدمات الأردئ، فلم تجد استفساراتي جواباً، وخلصت إلى أن اهتمام الوزارة ليس نابعاً من حرصها على المواطن بل الحرص على الظهور بمظهر المؤدي لواجبه أمام ولي الأمر؟ والشواهد على ذلك كثيرة. ومنها قرار رفع سعر الألبان، ويبدو أن منسوبي التجارة لديهم علاقة بشرب الألبان، وإلا لما تفاعلوا مع رفع سعره وتصدوا له بقرار يندرج تحت باب «نحن هنا». بعد أن سمع شهريار بيان وزارة التجارة انتفض وقال، وما حاجتكم للشعير طالما لديكم أرز يا شهرزاد، فقالت مولاي حتى الأرز سعره مرتفع، وماذا عن التبن يا شهرزاد، مولاي نحن نتحول تدريجياً إلى فيجيتريان، فضحك حتى سقط عن كرسيه وقال إذاً عليكم «بالبرسيم» يا شهرزاد. وهنا عضت شهرزاد شفتيها من الغيظ لأنه ذكّرها بوزارة التجارة، لكن أدركها الصباح وسكتت عن الكلام المباح. [email protected]