تلقى الجيش التركي ضربة جديدة أمس، إذ نُشر على الإنترنت تسجيل صوتي للرئيس السابق للأركان الجنرال إشق كوشانير، يشكو فيه «إهمالاً وتسيّباً» في المؤسسة العسكرية. وقدم كوشانير الشهر الجاري، استقالته قبل اجتماع مجلس الشورى العسكري، احتجاجاً على تدخل الحكومة في ترقية الضباط والجنرالات. وكان كوشانير يصارح رفاق السلاح قبل استقالته، شاكياً من الوضع السيء الذي بلغته قدرات الجيش التركي، بسبب الإهمال والتسيّب، كما اعترف بمسؤولية المؤسسة العسكرية عن مقتل العشرات من أفرادها وتغطيتها على ذلك، ملقية التهمة على «حزب العمال الكردستاني» المحظور. ومن بين أهم ما ورد على لسان كوشانير، اعترافه بمسؤولية الجيش عن بعض الألغام التي تُفجّر في سريات مدرعة وبعض المشاة، إذ يتساءل غاضباً: «كيف أبلغ الحكومة أننا زرعنا تلك الألغام قبل عشر سنوات ونسيناها هناك ولم نرسم لها خريطة؟ ماذا سيقولون عن الجيش؟ كيف نزرع الألغام عشوائياً في أراضينا، ثم نرسل إلى تلك المنطقة شباناً صغاراً ليمشطوها فتنفجر الألغام فيهم؟ كيف يمكنني أن أبرّر ذلك؟». كما يشكو كوشانير من سوء التنسيق بين قيادات الجيش وفرقه، إذ يقول إن وحدة المراقبة والمتابعة التي تتابع صور القمر الاصطناعي الذي يرصد تحركات العناصر المسلحة على الأرض، لا سلطة لها لتوجّه أقرب قوة عسكرية إلى الهدف، متسائلاً عن فائدة تلك الصور إذا لم تُربط بالحركة على الأرض. ويقرّ الرئيس السابق للأركان بعدم ثبات قوات «الكوماندوس» على الأرض أحياناً، وهروب بعضهم من أرض المعركة في شكل مبكّر، تاركين وراءهم أسلحتهم، فيما يثبت المجندون لأنهم لا يجدون من يأمرهم أو يوجهّهم، فيُقتلون أو يُأسرون في سهولة، فيما لا يُحاسب المنسحبون. ويشير كوشانير إلى عدم انضباط في الوحدات التي تتعرض لهجوم، إذ يعمد جميع أفرادها إلى الصراخ للتحذير والإنذار، من دون أن يدركوا أنهم بذلك يفشون للعدو بمكان تواجدهم على الأرض، فيسقطون قتلى فوراً. كما ينتقد انتقاء أماكن مخافر الحراسة على الحدود، معتبراً أنها تشكّل صيداً سهلاً وأهدافاً واضحة ل «الكردستاني»، وأن أماكنها وشكل بنائها لا يتفقان مع أبسط قواعد الأمن العسكري. ويطلب كوشانير من أعوانه الاختلاط بالشعب لجسّ نبضه حول صورة الجيش لديه، وتلمّس مدى تراجع ثقة الشعب به. في غضون ذلك، اعتبر بولنت أرينش نائب رئيس الوزراء التركي أن ثمة غموضاً يقلق أنقرة حول موضوع اعتقال السلطات الإيرانية مراد قره يلان، الرجل الثاني في «الكردستاني»، مضيفاً إن رفض طهران توضيح المعلومات حول هوية الشخص الموقوف، غير مفهوم. وأشار إلى اختفاء قره يلان قبل يومين من قصف الجيش التركي معاقل «الكردستاني» شمال العراق، ولم يظهر بعد ذلك، لكن طهران ترفض تأكيد اعتقاله. وتورد وسائل إعلام تركية معلومات في شأن تعاون استخباراتي سوري-إيراني لإعادة بناء قيادة «حزب العمال الكردستاني» وإبعاد الحمائم عنه، ودفعه إلى مزيد من الهجمات على تركيا، من أجل الضغط عليها لتغيّر موقفها من النظام السوري.