أقيم أمس في صنعاء استقبال رسمي وشعبي غير مسبوق لجثمان رئيس مجلس الشورى عبد العزيز عبد الغني الذي توفي أول من أمس في العاصمة السعودية الرياض متأثراً بجروح أصيب بها في تفجير مسجد الرئاسة مطلع حزيران (يونيو) الماضي. واحتشد سكان العاصمة اليمنية على جوانب الطرقات لتحية الراحل لدى مرور موكب النعش في شوارع العاصمة. وسيدفن عبد الغني اليوم في مقبرة الشهداء بصنعاء بعد الصلاة عليه في جامع الصالح بميدان السبعين وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث من المتوقع أن يشارك مئات آلاف المواطنين في التشييع، إلى جانب الرسميين. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عن قيادي في حزب «المؤتمر الشعبي العام» الحاكم استبعاده مشاركة قيادات المعارضة في تكتل «اللقاء المشترك»، وخصوصاً من حزب «التجمع اليمني للإصلاح»، التشييع، وقال رداً على سؤال بهذا الخصوص «إن القاتل لا يمشي في جنازة المقتول، ونحن لا نتوقع ممن ارتكبوا جريمة جامع الرئاسة أن يستيقظ ضميرهم وقد فقدوا كل وازع من دين عند ارتكاب الجريمة، ثم أن أيدينا لا يمكن أن تصافح الإرهابيين أو القتلة أو المجرمين أو بعض أطراف الأزمة الذين قاموا بالعمل الإرهابي مستهدفين رئيس الجمهورية وقادة الدولة». وكان «المجلس الوطني لقوى الثورة» أصدر بياناً نعى فيه «المناضل الوطني الكبير» مقدماً «أصدق التعازي لأسرته وأقاربه ومحبيه وكل أبناء الشعب اليمني بعامة بهذا المصاب الجلل الذي خسر اليمن فيه مناضلاً قضى معظم حياته في خدمته». وكان الرئيس علي عبدالله صالح ومعه رئيس مجلس النواب يحيى علي الراعي ورئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور أدوا صلاة الجنازة بجامع الملك سعود في الرياض قبيل نقل الجثمان إلى صنعاء. وبعد الصلاة تحدث الرئيس صالح معبراً عن حزنه العميق وتأثره البالغ على الخسارة الكبيرة التي مني بها اليمن، وقال «كان عنواناً بارزاً للإخلاص والوفاء والصدقية وأنموذجاً رائعاً لرجل القدرات العلمية والعملية المتميزة والمثمرة والتي قدم بفضلها أعظم العطاءات والإنجازات في ميادين البناء والتطوير والتنمية وبناء الاقتصاد الوطني، كما كان صاحب الإرادة بالإيمان بالله وبالشعب وبمنهج الحرية والديموقراطية، ورجل الدولة المرموق الذي يشار له بالتقدير والإعجاب وواحداً من رموز الحكمة اليمنية». من جهة ثانية، قتل ستة على الأقل من مسلحي تنظيم «القاعدة» وأصيب عدد آخر بجروح في قصف جوي نفذه الطيران الحربي اليمني فجر أمس على نقطة العرقوب في محافظة أبين (جنوب) بعد ساعات من استعادة المسلحين لها اثر اشتباكات عنيفة مع رجال القبائل المؤيدة للقوات الحكومية خلفت عشرات القتلى والجرحى من الجانبين. وأكدت ل «الحياة» مصادر محلية أن مئات المسلحين احتشدوا في منطقة العرقوب التي تعد المنفذ الشرقي الأهم إلى مدينة زنجبار، عاصمة المحافظة، بعدما سحبت قبائل أبين نقاطها الأمنية تحسباً لعمليات انتحارية قد تستهدفها.