شيع مئات الآلاف من اليمنيين أمس جثمان رئيس مجلس الشورى عبد العزيز عبد الغني إلى مثواه الأخير في مقبرة الشهداء في العاصمة صنعاء بعد الصلاة على جثمانه في جامع الرئيس الصالح عقب صلاة العصر. وانطلق موكب التشييع الذي تقدمه نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي وأعضاء الحكومة وكبار مسؤولي الدولة وشخصيات اجتماعية في موكب جنائزي مهيب وسط إجراءات أمنية مشددة. وكان عبد الغني توفي الاثنين الفائت في مشفاه في الرياض متأثراً بجروح أصيب بها في حادث تفجير مسجد الرئاسة في الثالث من حزيران (يونيو) الماضي. وكان جثمان رئيس مجلس الشورى أعيد إلى صنعاء أول من أمس على متن طائرة خاصة، في حين كان رئيس الوزراء الدكتور علي محمد مجور أول مسؤول رفيع في الدولة ممن أصيبوا في تفجير مسجد الرئاسة يعود إلى اليمن بعد تلقي العلاج في السعودية. إلى ذلك أعلنت أحزاب المعارضة في «اللقاء المشترك» أنها تدرس «خيارات إسقاط النظام وحسم الوضع لمصلحة الثورة السلمية» قبل حلول عيد الفطر، في حين تزايد عدد المنسحبين من «المجلس الوطني للثورة» ليتجاوز أربعين عضواً ممن تم اختيارهم من قيادات المعارضة. وكان آخر المنسحبين رئيس وكالة الأنباء اليمنية السابق نصر طه مصطفى الذي قال في صفحته على موقع «فايسبوك» انه «حين استقال من الوكالة قرر اعتزال أي عمل حكومي أو سياسي مستقبلاً والاكتفاء بمهنته كصحافي وكاتب ومحلل سياسي مستقل». على صعيد آخر، قتل وجرح العشرات من عناصر تنظيم «القاعدة» وجنود الجيش اليمني في مواجهات عنيفة ومتفرقة في محافظة أبين خلال يومي الثلثاء والأربعاء. وعلمت «الحياة» من مصادر محلية أن غارة شنتها الطيران الحربي على منطقة دوفس خارج مدينة زنجبار فجر أمس، قتلت نحو 27 مسلحاً متشدداً وجرحت أكثر من خمسين، وذلك في رد عنيف على مقتل 16 عسكرياً بينهم خمسة ضباط وقائد كتيبة وجرح 23 في هجوم على أحد معسكرات الجيش في المنطقة نفسها أول من امس. يأتي ذلك فيما تتواصل معارك الكر والفر بين مسلحي «القاعدة» وحلفائهم من جماعة «أنصار الشريعة»، وبين قوات الجيش والقبائل المساندة لها في زنجبار التي بسط المسلحون سيطرتهم عليها في أيار (مايو) الماضي. وكانت دائرة المواجهات في أبين اتسعت بعد أيام من سيطرة المتشددين على بلدة شقره، في حين ذكر شهود أن عشرات من مسلحي القاعدة شنوا هجمات مباغتة على مواقع تابعة للجيش في هذه المنطقة. وفي مدينة لودر في المحافظة نفسها، انفجرت دراجة نارية كان يقودها انتحاري ينتمي إلى «القاعدة»، بحسب مصدر من القبائل رجح أن يكون الانتحاري في طريقه لتنفيذ عملية ضد عناصر قبلية عندما انفجرت دراجته به. في غضون ذلك، يستمر حصار المسلحين لعناصر الجيش المرابطين في معسكر اللواء 25 ميكانيكي، في حين يتلقى هؤلاء إمدادات تلقيها طائرات يعتقد بأنها أميركية.