علمت «الحياة» من مصادر ديبلوماسية غربية في صنعاء أن واشنطن طلبت من نائب الرئيس اليمني الفريق عبد ربه منصور هادي الأشراف المباشر على كل العمليات العسكرية التي يخوضها رجال القبائل والقوات الحكومية ضد مسلحي تنظيم «القاعدة» في محافظة أبين (مسقط رأسه) وحشد المزيد من الإمكانات للقضاء على المسلحين المتشددين وتحرير المدن والمناطق التي سيطروا عليها منذ (آذار) مارس الماضي وفي مقدمها زنجبار، عاصمة المحافظة. وأكدت هذه المصادر أن طلب واشنطن من هادي الأشراف على المواجهات ضد «القاعدة» جاء بعد مشاورات مكثفة بين واشنطن ولندن أملاها الشعور بالقلق المشترك من تنامي نفوذ التنظيم الإرهابي والمسلحين المتشددين المنضوين تحت لوائه جنوب اليمن، والمخاطر التي يشكلها ذلك على المصالح الأميركية والغربية في المنطقة. وأضافت المصادر أن اتصالات في هذا الشأن جرت قبل أيام بين هادي وكل من مستشار الرئيس الأميركي لشؤون مكافحة الإرهاب جون برينان ومستشار رئيس الوزراء البريطاني لشؤون مكافحة الإرهاب روبن سيربي، وجرى خلالها بحث التعاون والتنسيق في مكافحة الإرهاب وطبيعة المساعدات التي يمكن أن تقدمها كل من الولاياتالمتحدة وبريطانيا إلى الحكومة اليمنية لإنجاح حملتها ضد الإرهاب. وكان من المتوقع أن يتوجه نائب الرئيس إلى محافظة عدن قبل يومين لهذا الغرض، غير أن زيارته تأجلت، في حين توجه وزير الدفاع إلى مدينة عدن لمتابعة العمليات العسكرية في أبين. وفي سياق متصل، فجر انتحاريان من «القاعدة» نفسيهما فجر أمس في منطقة أبين، فاستهدف الأول نقطة تفتيش قبلية في العرقوب، شمال زنجبار، ما أسفر عن مقتل 10 أشخاص بينهم شيخ قبيلة النخعين مروان النخعي، في حين استهدف الثاني منزل الشيخ أبو بكر عشال، احد ابرز مشايخ منطقة مودية فقتله مع أربعة أشخاص آخرين. وقال مصادر محلية ل «الحياة» إن الانتحاري الأول يدعى عبد الله عمر هجام الحسني (25 سنة) من محافظة صنعاء. وكان جرح في إحدى المواجهات مع رجال الأمن في محافظة مأرب قبل نحو ثمانية أشهر، ومطلوب بتهم الانتماء إلى «القاعدة» وتنفيذ عمليات إرهابية. أما الانتحاري الثاني فيدعى يوسف المحفلي (26 سنة) من محافظة صنعاء، كانت السلطات دهمت منزله في العاصمة قبل نحو سنة باعتباره من عناصر «القاعدة».