أعلن زعيم قبيلة حاشد اليمنية الشيخ صادق الأحمر خلال تشييع 30 من رجاله أمس أن المعارك الدامية في صنعاء بين أنصاره والقوات الموالية للرئيس علي عبدالله صالح تشهد "هدنة". وقال لدى حضوره في جادة الستين تشييع جنائز 30 من رجاله قتلوا في المعارك "ثمة هدنة بيننا وبين قوات صالح وثمة وساطة جارية". لكن الأحمر قال "إذا كان صالح يريد ثورة سلمية، فنحن مستعدون لذلك، لكنه إذا كان يريد الحرب، فإننا سنقاتله". ونظمت الجنائز خلال التظاهرة المعادية لنظام صالح وشارك فيها عشرات الآلاف من الاشخاص بعد صلاة الجمعة. ونظمت التظاهرة تحت شعار "الثورة السلمية". وفي المقابل، احتشد أنصار الرئيس اليمني بالآلاف في ساحة السبعين بعد الصلاة ورددوا شعارات تؤيد بقاء الرئيس صالح في الحكم. ونظمت هذه التظاهرة تحت شعار "احترام النظام والقانون". من جانب آخر ذكرت وسائل إعلام محلية أن سلاح الجو اليمني قصف معسكرا تابعا للجيش، خارج صنعاء، في أعقاب استيلاء رجال قبائل مسلحين عليه. وكان اشتباك وقع بين رجال القبائل وقوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس اليمني بمعسكري الجيش الذي يقع على مسافة حوالي 100 كيلومتر خارج العاصمة. وقتل ثلاثة عسكريين ومدني واحد في هجمات بجنوب اليمن نسبتها قوات الأمن لعناصر من تنظيم القاعدة. وقال مسؤول أمني إنه تم استهداف معسكر للجيش ومقر لقوات الأمن وبنك في زنجبار كبرى مدن محافظة أبين. وفي مدينة لودر من محافظة أبين، شن عناصر من القاعدة هجوما على ثكنة للجيش مما أدى إلى مقتل جنديين اثنين، بحسب المسؤول في أجهزة الأمن. كذلك قتل ضابط في الحرس الجمهوري وستة مسلحين من قبيلة نحم في الهجوم الذي شنته الأخيرة أمس على حاجز عسكري شمال شرق صنعاء. وأفاد مصدر قبلي بأن ضابطا يتولى قيادة معسكر قريب من الحاجز قتل وجرح ستة من جنود، مضيفا أن ستة من المهاجمين قتلوا أيضا. إلى ذلك أعربت المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة عن تخوفها من أن تغرق السلطات اليمنية البلاد "في حرب أهلية" من خلال القمع الدامي للتظاهرات السلمية. وقال المتحدث باسم المفوضية العليا روبرت كولفيل "تلقينا معلومات تتحدث عن عشرات القتلى، ومنهم نساء وأطفال، خلال مواجهات في الأيام الأخيرة". وأضاف أن "تصعيد العنف في الأيام الأخيرة يثير القلق البالغ، طالما أن الحكومة والمعارضة كانتا على وشك التوصل إلى اتفاق". وأوضح المتحدث "نتخوف فعلا من أن تغرق الحكومة البلاد في الحرب الأهلية". وأضافت المفوضية العليا للأمم المتحدة "ندعو الحكومة إلى التوقف عن الاستخدام غير المناسب للقوة ضد تظاهرات سلمية".