هل لدينا فساد؟ أعوذ بالله من هذه الكلمة فهي كفيلة بأن تجعل فرائصي ترتعش، لكن التقارير تخرج من وقت لآخر وتسبب لي رعشة في مفاصلي، ثم أعود وأقول، إن الرعشة يفترض أن تصيب المعنيين بالفساد، لكن لا نسمع منهم شيئاً، ونحن نريد إسقاط الفساد، والفساد يريد إسقاطنا، ولا يوجد سقف زمني لإنهاء هذه المواجهة غير المتكافئة. أخيراً تم تسريب تقرير رفعه ديوان المراقبة العامة إلى وزير الصحة، التقرير لا يسبب الرعشة، بل يسبب الجلطة لما تضمنه من تجاوزات وسلب ونهب وإهمال لمراجعين وإهمال لممتلكات الدولة. واللافت بالأمر أن هذا التقرير تم تسريبه، فماذا عن تقارير أخرى لا تزال حبيسة الأدراج. بدا الانزعاج واضحاً بشدة على شهريار وهو يسمع التقرير، وسقطت دمعة من عينه وقال، كنت أنتظر موعدي بفارغ الصبر، فقالت شهرزاد مولاي رقم 50 ألفاً وواحد، «لا تحزن» قد يلحق أحد أحفادك على ذلك الموعد، فقال وكنت موعوداً أيضاً بأن أدرب بضع ممرضات على الرقص الغربي، لكنهم استعانوا براقص يحمل شهادة الدكتوراه بالجينات الوراثية ففضلوه عليَّ، فعاودت مواساته وقالت لا «تيأس» سأقنعهم في حفلتهم الثانية، فقال أشك في ذلك فهم مصابون بالعمى ولا يرون، فقالت شهرزاد وعلامات الدهشة على وجهها، لكنهم مستشفى عيون يا مولاي فكيف هم مصابون بالعمى و لا يرون؟ فضحك بحسرة وقال «هم تلاعبو في المواعيد والفواتير لأنهم افترضوا أن من يزورهم مريض في عيونه وبالتالي لن يتمكن من رؤية فضائحهم، أما «مستشفى عيون! فكثري منها، فها هو بشار الأسد طبيب عيون ولا يرى». وهنا أدرك شهرزاد الصباح وسكتت عن الكلام المباح. [email protected]