فلان من أنشط الموظفين، لكن في الفترة الأخيرة طرد من عمله، الأكيد أن عيناً أصابته، وفلان تزوج وطلق بعد أسبوع، ابحث عن الحسد، وحتى الدول العربية التي كانت تعيش في «تبات ونبات» أصابتها العين في ربيعها، فاندلعت فيها الفوضى، بيني وبينكم، نحن أمة محسودة، فما من مصيبة تصيبنا إلا كانت العين وراءها أو الحسد، أيهما أسهل، ونتيجة لهذا الشعور المتنامي انتعشت تجارة روَّجت لها الصحف والفضائيات عن رقية إلكترونية وأخرى فضائية، ورُقْية عن بعد، أنواع الرقية توجد لدينا، ما دفع العلماء للتحذير من اختراق الدجالين والسحرة الذين وجدونا أرضاً خصبة لخزعبلاتهم. بيد أن ما حدث مع الشيخ سعد البريك على متن إحدى الطائرات يدفعنا للتأمل، إذ صادف أن كان وحده في درجة الأفق، فجاءه مضيف وفتح صدره ليرقيه، وكان له ذلك، ثم فجأة جاءت مضيفة وفتحت له صدرها للرقية فاعتذر إلى أن اصطحبت معها إحدى زميلاتها لضمان عدم الخلوة. ابتسم شهريار بعد سماعه تلك الرواية، وقال: إنها المرة الأولى التي أسمع فيها رقية على ارتفاع يتجاوز 30 ألف قدم، فقالت شهرزاد وهي تضحك، وماذا في ذلك يا مولاي، فقال، هرمت وأنا أبحث عن مقعد في الخطوط السعودية إلى أي اتجاه حتى في العفش فلم أجد، فكيف يمكن أن تكون الأفق خالية، فقالت مولاي، أبلغني وأنا على استعداد لترتيب حجوزاتك، فكما تعلم المرأة أكثر حظاً، فابتسم مرة أخرى وسألها، وكيف هم الرقاة في أمتي، فقالت إنهم على ما يرام أصبحت مهنة من لا مهنة له، يجنون الكثير من الأموال ويبتزون الكثير من النساء، فهمهم قليلاً ونظر بخبث إليها وقال، أعجبتني قصة الشيخ البريك، هل تريدين أن أرقيك يا شهرزاد؟ فأسدلت عينيها وقالت بدلال: مولاي مولاي «صم، يقطع إبليسك» وهنا أدركها الصباح وسكتت عن الكلام المباح. [email protected]