قُتل سبعة عسكريين يمنيين على الأقل وجُرح 10 آخرين في هجوم شنه أمس تنظيم»القاعدة» على حافلة تقلهم في عدن، فيما استمرت المواجهات في محيط مدينة عمران شمال العاصمة، بعد تجددها بين الحوثيين وقوات حكومية يساندها مسلحون قبليون، وسط أنباء عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين واتهامات متبادلة بخرق اتفاق وقف النار. وتأتي هذه التطورات مع تواصل الخلاف المحتدم بين الرئيس عبدربه منصور هادي وسلفه علي عبدالله صالح وترشحه لمزيد من التصعيد في ظل الصراع القائم بينهما على زعامة حزب «المؤتمر الشعبي» وإصرار الأول على إخراج صالح من المشهد السياسي وتقليص نفوذه باعتباره «معرقلاً للعملية الانتقالية». وقالت ل «الحياة» مصادر أمنية إن مسلحين من تنظيم»القاعدة» نصبوا مكمناً لحافلة عسكرية صباحا حي الشيخ عثمان في مدينة عدنجنوب البلاد، وأطلقوا عليها النار بكثافة ما أدى إلى مقتل سبعة أشخاص وجرح تسعة آخرين كانوا على متنها في الطريق إلى أماكن عملهم. وأكدت وزارة الدفاع عبر موقعها «قيام إرهابيين ضالين من تنظيم القاعدة بتنفيذ الهجوم على الحافلة». وأقرت بمقتل ستة أشخاص، بينهم امرأتان، وجرح تسعة آخرين قالت إنهم «موظفون وإداريون في الشعب الرياضية العسكرية التابعة للمنطقة العسكرية الرابعة ومستشفى باصهيب العسكري». وجاء الهجوم غداة اغتيال مسلحين يستقلان دراجة نارية عقيداً في الجيش في مدينة المكلا (كبرى مدن حضرموت) يدعى علي حسن سيف ويعمل قائداً لكتيبة متخصصة في نزع الألغام. إلى ذلك، استمرت أمس لليوم الثاني المواجهات في محيط مدينة عمران (شمال صنعاء) بعد تجددها بين الحوثيين وقوات من الجيش يدعمها مسلحون قبليون موالون لحزب «الإصلاح»(الإخوان المسلمين) وسط مخاوف من انهيار كامل لاتفاق وقف النار الذي أبرمته وتشرف على تنفيذه لجنة وساطة رئاسية يقودها رئيس جهاز الأمن السياسي وقائد الشرطة العسكرية. وأفادت مصادر محلية وعسكرية بأن قوات الجيش المتمركزة في جبل ضين الاستراتيجي قصفت بالمدفعية والدبابات مواقع للحوثيين في مناطق سحب وبني ميمون وعمد في مديرية عيال سريح كما امتدت المواجهات بين الجانبين إلى منطقتي همدان والجائف وتسببت في قطع الطريق إلى صنعاء. وفي ظل الاتهامات المتبادلة بين الجانبين بخرق اتفاق وقف إطلاق النار، قدرت المصادر ل «الحياة» أن «10 أشخاص على الأقل قتلوا منذ تجدد المواجهات» السبت الماضي، فيما يترقب وصول المحافظ الجديد اللواء محمد صالح شملان إلى عمران للبدء بمباشرة مهامه ومحاولة تهدئة الموقف المتوتر. ويطالب الحوثيون بإقالة قادة عسكريين وأمنيين في عمران يتهمونهم بموالاة خصومهم المذهبيين والقبليين في حزب «الإصلاح»، كما يطالبون بإقالة حكومة باسندوة وتشكيل «حكومة كفاءات لا تخضع للمحاصصة السياسية»، فيما يتهمهم خصومهم بالسعي إلى «تقويض العملية الانتقالية والتنصل من مخرجات الحوار الوطني ومحاولة السيطرة على مدينة عمران بالقوة تمهيداً للزحف باتجاه صنعاء لإسقاطها».