قتل أكثر من 20 يمنياً بينهم ضابط وجنود، في مواجهات استمرت حتى عصر أمس بين قوات حكومية ومسلحين حوثيين في محافظة عمران (شمال صنعاء) في وقت تواصلت عمليات الجيش في شبوة جنوباً ضد مسلحي تنظيم «القاعدة» بالتزامن مع وصول قواته إلى مشارف بلدة الحوطة وإعلانه قتل قيادي في التنظيم وتوقيف ثلاثة آخرين. وأفادت مصادر محلية «الحياة»، بأن الاشتباكات بين المسلحين الحوثيين ووحدات من الجيش تجددت ليل الإثنين في منطقة الحجز، غرب مدينة عمران، واستمرت حتى عصر أمس، ما أدى إلى مقتل أكثر من 20 شخصاً بينهم قائد موقع الجميمة العسكري وعدد من الجنود، إضافة إلى جرح العشرات». وتضاربت المعلومات في أسباب تجدد الاشتباكات التي كانت توقفت قبل أكثر من ثمانية أسابيع بناء على هدنة أبرمتها لجنة رئاسية، وقالت مصادر حكومية في عمران قريبة من حزب الإصلاح «إن الحوثيين هاجموا موقع الجميمة العسكري في منطقة الحجز ليلاً ما أدى إلى اندلاع المواجهات في محيطه وامتدادها إلى منطقة ثلا المجاورة». وأكدت المصادر»أن بين قتلى الجيش قائد موقع الجميمة العسكري التابع للواء 310 المقدم محمد الولي إضافة إلى ستة جنود وأكثر من 11 جريحاً في حين يتكتم الحوثيون على عدد القتلى والجرحى في صفوفهم، وسط تقديرات تشير إلى سقوط 15 مسلحاً وجرح العشرات». وكشف مسؤولون في لجنة الوساطة عن جهود لاحتواء الموقف والعودة إلى الالتزام ببنود الهدنة السابقة، في حين اتهم القيادي في جماعة الحوثي علي البخيتي أنصار حزب الإصلاح (الإخوان المسلمون) بخرقها للزج بالجيش الموالي لهم في عمران في مواجهة مع الحوثيين لصرف الأنظار عن المعركة الدائرة مع «القاعدة» في الجنوب. وقال البخيتي في تصريح إلى «الحياة» «إن محور الشر الإخواني بأضلاعه الثلاثة الدينية والعسكرية والقبلية يسعى إلى لفت الأنظار عن المعركة الوطنية التي يخوضها جيشنا الباسل في أبين وشبوة دفاعاً عن حق الحياة لكل أبناء هذا الشعب». ويعتصم المئات من الحوثيين في محيط مدينة عمران منذ أسابيع مطالبين الرئيس عبدربه منصور هادي بإقالة المحافظ محمد حسن دماج وقائد اللواء 310 حميد القشيبي المحسوبين على قوى قبلية وعسكرية موالية لحزب الإصلاح. ويرد خصومهم بأن الجماعة المدعومة من إيران تحاول السيطرة على مركز محافظة عمران بالقوة بعدما استولت على غالبية مديريات المحافظة مطلع شباط (فبراير) الماضي بما فيها معاقل آل الأحمر في مناطق حاشد القبلية. وتزامنت الاشتباكات مع وصول وكيل الخارجية الإيرانية إلى صنعاء، حيث من المقرر أن يبحث مع المسؤولين اليمنيين عدداً من الملفات، ومن بينها دعم طهران أطرافاً وجماعات مناوئة للعملية الانتقالية في البلاد. وعلى صعيد عمليات الجيش المستمرة منذ ثلاثة أسابيع في جنوب البلاد ضد معاقل تنظيم «القاعدة»، أكدت مصادر عسكرية رسمية أمس قتل قيادي في التنظيم يدعى محمد باقطيان في شبوة، وتوقيف ثلاثة مسلحين آخرين في مدينة عزان إضافة إلى «اكتشاف مخابئ وخنادق ونواظير ومتفجرات وعبوات ناسفة في منطقة جول ريدة». ودعا الجيش أمس المواطنين إلى الإبلاغ عن أي عناصر من «القاعدة» في منطقة ميفعة، في وقت يتأهب للدخول إلى بلدة الحوطة التي تعد واحداً من أهم معاقل التنظيم في محافظة شبوة، وذلك بعد يومين من القصف المكثف بالطيران الحربي على مواقع المسلحين في محيط البلدة.