وصف المدير العام للجمعية العربية للثقافة والفنون عبدالعزيز السماعيل التصريحات التي أطلقها منتمون إلى أفرع الجمعية والوسط الثقافي والتشكيلي، وتنتقد خطة «التقشف» التي نفذتها الجمعية ب«السطحية»، مشيراً إلى أنها «نابعة من شخصنة واضحة، وخاضعة لحسابات خاصة»، منوهاً أن أغلبها يفتقد إلى «الحوار الموضوعي الذي يخدم الحركة الفنية عموماً». وقال السماعيل ل«الحياة» إن التصريح الذي أطلقته الجمعية حول مرور الجمعيات بحال تقشف «كان ضرورياً، وفيه مقدار كبير من الشفافية»، موضحاً أن قدرة الإدارة في دعم أنشطة الجمعيات «محدودة منذ زمن، فكيف في ظل التطورات التي طرأت مع زيادة المصاريف، وارتفاع الكلفة المادية في مجالات عدة، بخاصة ما يتعلق بارتفاع الإيجارات ورواتب العاملين، فيما الجمعية معتمدة على إعانة سنوية من داخل الصندوق»! ولفت إلى أن بعض المنتمين إلى الجمعية والوسط الفني «في بعض انتقاداتهم الكثير من السطحية، إذ إنهم لا يدركون التفاصيل، فأولاً الجمعية لا تصرف على أنشطة الأفرع من الإعانة، إذ إن الفرع الواحد يكلف متوسط ما بين 500 إلى 600 ألف سنوياً، وهذه تشمل تكاليف إيجار المبنى ورواتب الموظفين والتأمين الاجتماعي والطبي والمكافآت المالية للمتعاونين والصيانة والتشغيل وفواتير الكهرباء والهاتف، وهذه جميعها مصاريف ثابتة»، مضيفاً: «وهناك مصاريف متحركة مثل أن ينتقل فرع من أفرع الجمعية إلى مبنى آخر، فيكون بحاجة إلى مصاريف نقل وترميم، وكل هذه توجد ضغطاً على الموازنة، ما يجعل جل هذه المبالغ تذهب إلى هذه المصاريف، فيما يذهب مبلغ بسيط للأنشطة». واقترح السماعيل أن يكون الحل «التقشف» الذي أعلنت عنه الجمعية «من خلال السعي في مسارين، أحدهما يتم العمل عليه الآن من مجلس إدارة الجمعية، عبر الطلب من الدولة ومخاطبة الجهات المعنية بقصد زيادة الدعم، مرفقة معها التقارير التي تبين حاجة الجمعية للزيادة، وقطعنا في ذلك شوطاً كبيراً حتى الآن». أما المسار الثاني فعبر «إيجاد شراكات حقيقة مع القطاع الخاص، بحيث تستفيد الجمعية من الرعاية، وكذلك تقدم نشاطات بالتعاون مع هذه الجهات، بحكم ما تتمتع به من خبرة، وما هو متوفر لها من محتوى تستطيع تقديمه»، منوهاً إلى أنه «يجب على الأفرع أن تنشط في إيجاد موارد أخرى لها، إضافة إلى الرعاية، من خلال فرض رسوم صغيرة وبسيطة». ودعا المدير العام للجمعية العربية للثقافة والفنون المهتمين بعمل وأداء الجمعية إلى «الابتعاد عن تكرار الخطاب نفسه واللغة الواحدة، والتي تنحو تجاه الشخصنة والحسابات الخاصة، أكثر من وجود حوار موضوعي يخدم الحركة الفنية»، مطالباً المنتقدين بضرورة «الالتفات إلى الجهود التي تبذل من مجلس الإدارة والإدارة العامة، لتغيير وضع الجمعية سواء على مستوى الوضع الإداري أم في النظرة المستقبلية لإيجاد موارد أخرى لمصلحة الجمعية». وعن مهرجان «الدمام المسرحي للعروض القصيرة» الذي حضر افتتاحه (الجمعة) الماضي، قال السماعيل: «كان افتتاحاً جميلاً وموفقاً، ويليق بالمهرجان الذي أخذ في التطور بشكل لافت، إذ أوجد علاقة بين المسرحيين وارتباطهم بالجمعية، إضافة لوجود ارتباط بين الجمعية وشركة أرامكو كداعم وراعٍ»، معتبراً أن ذلك طور إمكانات فرع الجمعية وقدرته على التنظيم. وشدد السماعيل على أهمية مثل هذه المهرجانات «فهناك 16 فرعاً لجمعية الثقافة والفنون على مستوى المملكة، و11 فرعاً تقوم بمهرجانات مماثلة، وهدفهم جميعاً تنشيط المسرحيين المحليين، وإعطاء فرصتهم ككتاب وممثلين وكتاب وإبراز المواهب، فالهدف هو التواصل والتعارف وتراكم التجربة المسرحية السعودية».