يتابع الممثل اللبناني كارلوس عازار مسيرته المهنية بخطى ثابتة وأدوار لافتة تُكسِبه مزيداً من الخبرة وتعطيه مزيداً من التألّق. وإذا اعتبرنا أنّ كل دور يلعبه الممثل الجدّي هو بمثابة اختبار له، على الصعيد الشخصي قبل أن يكون على الصعيد العام، فيكتشف عند مشاهدة نفسه إذا استطاع أن يضيف تفصيلاً ما إلى نقاط قوّته، أو أن يُنقِص تفصيلاً ما من نقاط ضعفه، عندها نسأل كارلوس: ما الملاحظات الإيجابية والسلبية التي سجلها عن أدائه في مسلسل «باب إدريس» على شاشة «أل بي سي»؟ يجيب أنّه عندما يشاهِد نفسه ينفعل أحياناً فيُفاجأ به من معه لأنّهم لا يفهمون سبب عدم رضاه، ثمّ يُفاجأ هو بهم عندما يراهم متأثّرين بأدائه ويهنّئونه عليه، «هناك الكثير من التفاصيل التي أعرفها أنا وحدي، مثل عادةٍ معينة أثناء التمثيل أخذت القرار بالتخلّي عنها فأراها قد ظهرت مجدداً، أو حركة بسيطة أو أسلوب كلام أو طريقة نظر... تفاصيل ليست نافرة أو غير مقبولة عند الناس بمقدار ما هي كذلك عندي، لأنني أعمل كثيراً على أدائي من خلال تمارين نفسية وفكرية وجسدية وأراقب نفسي بقسوة». البساطة والعفوية اللتان ينتقد بهما كارلوس نفسه، تقابلهما صعوبة وتردد في ذكر ملاحظاته الإيجابية عن أدائه في هذا المسلسل، وبعد تفكير طويل، يقول: «أحببت التركيبة التي اعتمدتها لأداء دور «عُمَر»، الإنسان الذي يتمزّق بين انتمائه إلى لبنان وانتمائه إلى الجيش الفرنسي المحتل، بين تعلّقه بالفتاة التي يحبّها وبين واجب الابتعاد منها، كونها شقيقة قائد الثوّار، فلاحظت كمُشاهد أنّ ذلك الصراع يظهر عند هذه الشخصية، وتأكّدت من ذلك عندما سمعت تعليقات الناس». ويُفاجئنا كارلوس بأنّ نسبة رضاه عن أدائه تتراوح بين العشرين والثلاثين في المئة، ثم يقول: «أعتبر أنّ الممثل، أو الفنان عموماً، حين يرضى عن عمله في شكلٍ تام لن يرضى عنه أحد بعد ذلك، أمّا إذا كان هو غير راضٍ، فإنّ كثراً سيكونون راضين». في هذا المسلسل لعب كارلوس عازار مشاهد كثيرة مع الممثلة جويل داغر، فلاحظ الناس كيمياء مميزة بينهما، فهل كان لمعرفته الشخصية بجويل دور في هذا التألّق في مشاهدهما المشتركة؟ يجيب: «تربطني بجويل علاقة مميزة منذ أيام الجامعة، ولا شكّ في أنّ اعتياد بعضنا على بعض سينعكس على الشاشة». هل يمكن استنتاج أنّهما قد يشكلان ثنائياً بطلاً في أعمال لاحقة؟ «هذا وقف على مَن لاحظ هذه الكيمياء ومَن يريد الاستفادة منها، ولكن لا بد من الإشارة إلى أنّ فكرة الثنائي يجب التعامل معها بحذر، فهي بمقدار ما تساهم في نجاح الأعمال، قادرة على أن تحصر الممثلَين في إطار محدد». إلى أي درجة يعتبر عازار أن شهر رمضان 2011 سيكون تاريخاً مهماً في الدراما اللبنانية، فنتحدث بصيغة «ما قبله» و «ما بعده»؟ يجيب: «نعيش مرحلة انتقالية جدية في مستوى الدراما اللبنانية، ونحن في نقطة مفصلية، حيث نشهد ونشاهد ثلاثة أعمال لبنانية تنافس عربياً، فمسلسلات «باب إدريس» و«الشحرورة» و«الغالبون» تحظى بنسبة مشاهدة عالية في العالم العربي عموماً وفي لبنان خصوصاً». ويضيف: «رمضان 2011 هو بوابة للدراما اللبنانية للتوسّع أكثر، ونشهد سابقة في لبنان، هي أن تضرب ثلاثة مسلسلات عربياً في موسم واحد، لكن العبرة تبقى في المتابعة». ويشبّه الوضع بلاعب كرة قدّم سجّل أهدافاً لفريقه وساعده في الفوز في إحدى المباريات، مشيراً إلى أنّ هذا اللاعب يستحق التهنئة شرط أن يتابع مسيرته ويوصل فريقه الى الفوز بالكأس الذهبية في النهائيات، فالفوز بمباراة واحدة لا يكفي لحمل الكأس.