في الوقت الذي تعكف فيه ربات البيوت قبيل شهر رمضان على إعداد بعض الأطباق الرمضانية، أعطى ذلك مجالاً لأخريات كي يكون ذلك مصدر رزق لهن عن طريق تجهيز بعض الأطباق الرمضانية وبيعها بكميات بحسب الطلب. «الكبة» تتصدر قائمة الطلبات على حد تعبير أم أحمد التي امتهنت بيع الأطعمة الرمضانية منذ أربع سنوات تقول: «في السابق كانت الطلبات تقتصر على الموظفات، وبكميات كبيرة تكفي طوال الشهر الكريم، أما الآن فأصبحت كميات البيع أكبر من السابق، والطلبات من الموظفات وربات البيوت على حد سواء، إلا أنه وقبل شهر رمضان تلقينا الطلبات لتجهيزها، وكان هناك ارتفاع طفيف في الأسعار بما يقارب الريالين إلى الخمسة ريالات للصنف الواحد، ما أثار استغراب واستنكار بعضهن، إلا أن أخريات قدرن مسألة ارتفاع الأسعار وتداعياتها علينا». وتشير إلى أنها بدأت في هذا النوع من العمل وحيدة قبل أربع سنوات «لكن مع ازدياد الطلبات، استقدمت عاملة لتقوم بمساعدتي، فيما رفض البعض مسألة تدخل العاملات في مسألة الطبخ، والبعض الآخر يحضر ليرى المطبخ ومستوى نظافته قبل الطلب، علماً بأنهم لا يعلمون عن مستوى نظافة المطاعم التي يأكلون منها». وعن نوع الطعام المطلوب، تأتي «الكبة» على رأس القائمة، تليها المعجنات، وورق العنب، ثم السمبوسة، تليها الفلافل، فالكباب والكفتة، والقائمة تطول بحسب أم أحمد التي تشير إلى أن كل نوع له سعر معين. لكن الضغط الشديد يبدأ حين تأتي توصيات للعزائم، سواء على الفطور أو السحور، إذ يكون الطلب غالباً على الأطباق القديمة (الهريس الجريش والعصيد). لكن الطريف في الأمر بحسب أم أحمد «لاحظت أن بعض السيدات يشترين الطعام، ومن ثم يؤكدن لأزواجهن أو لمن يحضر لديهن أنهن من أعددن الأطباق وينكرن مسألة شراء الأطعمة، كما أن بعض الأزواج يرفض الطعام المجمد والمعد مسبقاً، ويفضّل الأطعمة الطازجة التي تعد في اليوم نفسه». وعلى حد تعبير أم محمد «أصبحت هذه المهنة عمل من لا عمل له»، خصوصاً أن دخلها جيد كما تؤكد، إلا أنها تعود لتصر أن «الطبخ في النهاية نفَس»، وليس مهنة تكتسب بالتعلم عن طريق الدورات التدريبية، أو كتب الطبخ ومواقعها على الإنترنت. وتحاول إثبات نظريتها «بدأت سيدات عدة بدخول هذا المجال، ومن ثم انسحبن منه، إما لعدم تفرغهن الكامل، أو أن طبخها لم يرق لمن يشتريه، ولم أشرع في هذا المجال إلا بعد أن أكد لي من حولي أن لدي القدرة على ذلك، فأنا أجد متعتي في الطبخ، عوضاً عن كونه مصدر دخل مادي، فالسيدة التي تطبخ في منزلها إن قدمت الطبق وقد طهته على عجالة، أو قامت للطبخ من دون وجود متعه سيرى أفراد أسرتها أن الطعام لا مذاق له».