سجلت مواقع في شبكة الإنترنت، متخصصة في تقديم وصفات الوجبات، وبخاصة الرمضانية منها، إقبالاً كبيراً، من سيدات يرغبن في تنويع موائدهن خلال شهر رمضان المبارك. ولم يقتصر الإقبال على الأطباق الشعبية، إذ جالت السيدات السعوديات على أطباق الموائد العربية، وحتى العالمية، من جنوب شرق آسيا، وحتى أوروبا وأميركا اللاتينية. فبعد أن سمعت فاطمة (45 عاماً) عن وجود مواقع إلكترونية لتعليم الطبخ، حاولت «جاهدة» أن تقنع أبناءها بتعليمهم كيفية الدخول إلى تلك المواقع، وحفظ صفحاتها في «المفضلة». وتقول: «في السابق؛ كنت أقوم بشراء كتب الطبخ، والتي تكون أحياناً باهظة الثمن، إذ تصل قيمتها إلى مئتي ريال. إلا أنني سمعت عن مواقع الإنترنت، والمنتديات التي تحتوي ضمن أقسامها، على تعليم أنواع شتى من الأطعمة، فتوقفت عن شراء الكتب، أو تصفح ما لدي منها». ولا تقتصر المواقع التي زارتها فاطمة، على تعليم أنواع الطبخ الخليجي، بل تتسع إلى أن تصل إلى المطبخ الهندي، والإيطالي، والمكسيكي، وتوضح خطوات العمل بالصور. وتُضيف «قمت بكتابة الخطوات في دفتر خاص بالطبخ»، موضحة أن زوجها وأبناءها «لا يتناولون كل ما اطهوه على وجبة الإفطار، ولكنهم يريدون رؤية السفرة مليئة بالأطعمة المختلفة». وتذكر نورة، أن التسجيل في مواقع الإنترنت ،التي تُعلم الطبخ «لا يقتصر على تعلم فنون الطبخ الموجودة على الموقع ذاته، فمن خلال أحد المواقع تعرفت على الكثير من النساء، ومن بلدان عربية مختلفة، ونقوم بتبادل رسائل البريد الإلكتروني، والتي تحوي أصناف الطعام المختلفة المنتشرة في الخليج العربي، وفي بلدانهم أيضاً». كما استفادت نورة من هذا التواصل بطريقة أخرى، فمن خلال حواراتها الإلكترونية مع صديقاتها في دول عدة، تمكنت من «تصحيح أوجه الخطأ ، التي تحدث عندما أقوم بإعداد الطبق وأفشل في ذلك»، مضيفة «لاحظت أن من ضمن النساء المُسجلات في المواقع، مُقبلات على الزواج، يرغبن في تعلم أصناف عدة، خصوصاً في رمضان، وقد عبرن ،أن هذا الشهر أفضل وقت لتعلم الطبخ». وعلى خط مواز، نشطت جمعيات خيرية في مساعدة النساء على تعلم فنون الطبخ. وتقول رئيسة اللجنة الإعلامية في جمعية «العطاء النسائية» فوزية الضامن: «نقوم بإعطاء دورات لتعليم الطبخ، وهذا العام طبقنا الفكرة لأول مرة، كتجربة، لنعرف مدى قابلية النساء في المجتمع القطيفي لها. إلا أننا فوجئنا بالإقبال الكبير. ونظراً لصغر مساحة مطبخ الجمعية؛ أقفلنا التسجيل ب16 مشاركة، من مراحل عمرية مختلفة، تبدأ من 16 إلى 21 عاماً. وهناك من هن أكبر سناً»، مضيفة «نتيجة لزيادة الطلب على إقامة مثل هذه الدورات، ولأن مدتها كانت يومان فقط، هناك فكرة لإقامتها خلال شهر رمضان المبارك، إذ تم التنسيق مع ثلاث مدربات، لتعليم أنواع الطبخ المختلفة». وأشارت مدربة الطبخ فتحية الجشي، أن هناك «استجابة ورغبه لتعلم الطبخ»، مضيفة «ركزت المتدربات على تعلم الإطباق القديمة والتراثية في القطيف، مثل الممروس، وكباب الليمون، والخبيصة، والعصيدة، وغيرها من الأطباق الرئيسة، مثل مطبوخ السمك، والكبسات بأنواعها». وقالت الجشي: «لم امتهن تعليم الطبخ سابقاً، إلى أن طلبتني الجمعية لذلك، فشعرت بواجب تعليم الفتيات الأطباق القديمة، كي لا تندثر، خصوصاً وأن الكثيرات يعتمدن على الأطعمة الجاهزة من المطاعم، أو يقمن بشرائها من السيدات ، اللاتي يقمن بطهي الأطعمة، وتجميدها وبيعها. فيما شرعت سيدات في الاستعداد لشهر رمضان، من خلال الإعداد لبعض الأطعمة، التي تحتمل التجميد، ومن ثم الطهي».