الاعتماد على الأطباق المنزلية الرمضانية خلال شهر رمضان أمر باتت وتيرته في تصاعد مستمر، لاسيما مع خروج المرأة لحقول العمل الوظيفي وما يترافق معه من أعباء ومسؤوليات عدة لا تتسنى للمرأة معها ممارسة دورها السابق في إعداد الأطعمة والأطباق الرمضانية، التي تتطلب وقتاً وجهداً مضاعفاً، مقارنة بغيرها من الشهور. هذا الاتجاه المتصاعد ضاعف من عدد السيدات العاملات في هذا المجال، واللاتي يجدن الفرصة سانحة لصناعة تلك الأطباق، وتوفيرها للراغبات بأسعار متباينة، وفقاً للكميات المباعة وأنواع الأطعمة. تحدثت ربة المنزل أم لين ل«الحياة» عن تجربتها قائلة: «نحصل على مردودات مالية مربحة، لاسيما مع حجم الإقبال الذي نحظى به خلال تلك الفترة، خصوصاً من المرأة العاملة، إذ إن معظمهن يقع تحت وطأة العديد من الضغوط الأسرية الناجمة عن إرهاق الدوام في شهر رمضان». وحول أسعار الأطباق الرمضانية تقول: «أسعارنا مناسبة جداً، ففي السابق كنت أبيع 100 حبة سمبوسة ب80 ريالاً، لكن مع زيادة الإرهاق والمجهود البدني الذي يتطلبه العمل، أصبح سعر حبة السمبوسة الواحدة ريالاً واحداً فقط». وتضيف أم لين أن أغلب الزبائن في هذا الشهر من الموظفات والسيدات الحوامل، اللاتي لا تسمح لهن ظروفهن الصحية بإعداد الأطعمة في المنزل، وكذلك الشباب المغتربين الذين يؤثرون الأطعمة المنزلية خلال شهر رمضان على وجبات المطاعم، وحول أبرز الأطباق الرمضانية التي يزداد الإقبال عليها في شهر رمضان، تقول أم لين: «من البديهي أن تتصدر السمبوسة بجميع أنواعها قائمة الأطعمة المطلوبة في هذا الشهر، تليها الشوربة». أما الشباب المغتربون للدراسة أو العمل، فهم يفضلون الشوربة والمكرونة والكبسات بشكل يومي، نتيجة لرغبتهم في الشعور بحميمية الأجواء الرمضانية، وهرباً من السأم الذي ينتابهم من جراء تناول الأكل في المطاعم بصورة دائمة، وتتمنى أن يتوسع مشروعها، ليتطور إلى افتتاح مطعم متنوع يضم أصناف المأكولات، مشيرة إلى أن تسويق أطباقها يتم عبر الصحف الإعلانية المتخصصة. اما لميا وهي من ذوات الخبرة في هذا المجال، فترى أن الإقبال يصل إلى ذروته على السمبوسة وأصابع الرول وأصابع الجبن في أيام شهر رمضان، اذ تسارع كثير من الموظفات إلى شراء كميات كافية من المعجنات والأطعمة المثلجة، ليوفرن على أنفسهن كثيراً من الوقت والجهد، وقد تصل الطلبية الواحدة من 300 إلى 400 ريال. عهود ربة بيت تعمل في هذا المجال منذ أكثر من خمسة أعوام، تقول: «ان الإقبال يتزايد على الكبة خلال هذا الشهر، نتيجة لصعوبة اعدادها من جانب كثير من السيدات»، وحول كيفية التسويق لأطباقها الرمضانية قالت: «ان لعلاقاتها الاجتماعية دوراً لا يستهان به في التعريف بعملها»، مشيرة الى أن هذا العمل يدر عليها دخلاً مادياً معقولاً.