رأس رئيس هيئة حقوق الإنسان، الدكتور بندر العيبان، وفد السعودية المشارك في مؤتمر القمة الدولي لمكافحة العنف في مناطق الصراع المقام في لندن خلال الفترة 12 - 15/8/1435ه، تحت رعاية وزير الخارجية البريطاني، والمبعوثة الخاصة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وبمشاركة أكثر من 120 دولة. وتعد القمة أكبر اجتماع من نوعه، إذ تشارك فيها حكومات ومنظمات المجتمع المدني وخبراء المؤسسات القضائية إلى جانب وسائل الإعلام وضحايا الجرائم البشعة. وأوضح العيبان أن الهدف من المؤتمر هو تحسين التحقيقات وتوثيق حالات الاعتداءات على الأعراض في أوقات النزاع المسلّح، وتقديم المزيد من الدعم والمساعدة والتعويض للناجين، وخاصة النساء والأطفال الناجين من ذلك، وضمان الرد السريع والرادع، وتعزيز نظم الأمن والعدالة، والتعاون الاستراتيجي الدولي لمكافحة هذا النوع من الجرائم. وأكد خلال المؤتمر أن الشريعة الإسلامية تصدت لهذا النوع من الجرائم غير الإنسانية التي تنتهك كافة القيم الأخلاقية والقوانين الدولية والشرائع السماوية والقوانين الدولية. وأوضح رئيس هيئة حقوق الإنسان أن مشاركة المملكة في هذه القمة تأتي انطلاقاً من ثوابت حكومة خادم الحرمين الشريفين بضرورة اتخاذ التدابير اللازمة بما فيها التدابير التشريعية لكفالة حقوق المرأة وحمايتها من العنف، وتعاون المجتمع الدولي لحماية المدنيين وخاصة في أوقات النزاعات المسلحة، مشدداً على ضرورة معاملة هذه الجرائم على أنها جرائم حرب وجرائم ترتكب ضد الإنسانية، ومحاسبة ومعاقبة مرتكبيها نظراً لما تتعرض له النساء في مناطق النزاع من استغلال وانتهاك لكرامتهن. وفي نهاية المؤتمر وقّع رؤساء الوفود المشاركة ومن ضمنها المملكة على بيان القمة الختامي الذي أشار إلى عزم الدول على إنهاء استخدام الاغتصاب في الصراعات حول العالم، ويؤكد أن منعه في الصراع أمر حيوي لأجل السلام والأمن والتنمية المستدامة، ويشيد بكل من عملوا طوال أعوام عديدة وخصوصاً ضحايا هذه الجرائم الذين أصبحوا مناصرين أقوياء للفت الانتباه لهذه القضية، ويؤكد وقوف الدول إلى جانبهم، وتوفير الدعم الذي يحتاجون، ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم أو المسؤولين عنها بكافة السبل المتاحة، ويدعو كل شخص إلى تحمل المسؤولية الأخلاقية للمطالبة بتغيير نظرة العالم لهذه الجرائم واستجابته لدى وقوعها؛ لإنهاء واحدة من أكثر أنواع الجرائم ظلماً في هذا الزمن. ويرسل البيان رسائل مهمة من أهمها رسالته إلى ضحايا هذه الجرائم أن المجتمع الدولي لم ولن ينسهم، وإلى مرتكبي هذه الجرائم البشعة أنهم لن يفروا من العقاب. وشدد الدكتور العيبان على ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي قرارات وأفعال حازمة حول ما يحدث في سوريا ومناطق النزاعات حول العالم من انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان وخاصة ما تتعرض له النساء من اغتصاب وهتك للأعراض كسلاح عقاب. مؤكداً حرص المملكة العربية السعودية على التعاون مع المجتمع الدولي في هذا الإطار. لافتاً النظر إلى أن هؤلاء النساء يتحملن الآلام لحماية أنفسهن وشرفهن وكرامتهن، ويسجلن أروع الصفحات في تاريخ سجل النضال ضد الأنظمة الغاشمة وقوات الاحتلال، داعياً باسم المملكة المجتمع الدولي للتحرك بصورة جادة وحازمة لمنع تلك الجرائم والممارسات غير الإنسانية، ومحاسبة كل من يرتكب أياً منها وفي كل مكان. كما دعا إلى إيجاد مبادرات وسياسات حقيقية، ومنع خطاب الكراهية ضد المرأة، والاهتمام بضحايا هذا النوع من الجرائم، والاستفادة من التجارب والخبرات في هذا المجال، وضرورة توعية المرأة بكافة حقوقها.