أكد رئيس هيئة حقوق الإنسان، الدكتور بندر بن محمد العيبان، أن الإسلام تصدى لكل أشكال العنف، مطالبًا بتوثيق كل الجرائم التي ترتكب بحق الأبرياء والناجين من النزاعات المسلحة. جاء ذلك، خلال مؤتمر القمة الدولي لمكافحة العنف في مناطق الصراع، المقام في لندن خلال الفترة 12-15 شعبان، والذي ترأس فيه "العيبان" وفد المملكة العربية السعودية، وبرعاية وزير الخارجية البريطاني، والمبعوثة الخاصة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وبمشاركة أكثر من 120 دولة. أوضح "العيبان"، أن الهدف من المؤتمر هو تحسين التحقيقات وتوثيق حالات الاعتداءات على الأعراض في أوقات النزاع المسلّح، وتقديم المزيد من الدعم والمساعدة والتعويض للناجين، خاصة النساء والأطفال. طالب أيضا، بضرورة ضمان الرد السريع والرادع، وتعزيز نظم الأمن والعدالة، والتعاون الاستراتيجي الدولي لمكافحة هذا النوع من الجرائم، التي تنتهك فيها كل القيم الأخلاقية والقوانين الدولية والشرائع السماوية. أوضح "العيبان"، أن مشاركة المملكة في هذه القمة تأتي انطلاقا من ثوابت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- بضرورة اتخاذ التدابير اللازمة، بما فيها التدابير التشريعية لكفالة حقوق المرأة وحمايتها من العنف، وتعاون المجتمع الدولي لحماية المدنيين وخاصة في أوقات النزاعات المسلحة. شدد أيضًا على ضرورة معاملة هذه الجرائم على أنها جرائم حرب وجرائم ترتكب ضد الإنسانية، ومحاسبة ومعاقبة مرتكبيها؛ نظرًا لما تتعرض له النساء في مناطق النزاع من استغلال وانتهاك لكرامتهن. وبين معالي الدكتور العيبان، أن ما يحدث في سوريا ومناطق النزاعات حول العالم من انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان، وخاصة ما تتعرض له النساء من اغتصاب وهتك للأعراض كسلاح عقاب. كما طالب "العيبان" بضرورة اتخاذ المجتمع الدولي قرارات وأفعالاً حازمة حول هذه الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبت، مؤكدًا حرص المملكة العربية السعودية على التعاون مع المجتمع الدولي في هذا الإطار. لافتًا النظر إلى أن هؤلاء النساء يتحملن الآلام لحماية أنفسهن وشرفهن وكرامتهن، ويسجلن أروع الصفحات في تاريخ سجل النضال ضد الأنظمة الغاشمة وقوات الاحتلال، داعيًا، باسم المملكة، المجتمع الدولي، للتحرك بصورة جادة وحازمة لمنع تلك الجرائم والممارسات غير الإنسانية، ومحاسبة كل من يرتكب أيًا منها وفي كل مكان. كما دعا معاليه إلى إيجاد مبادرات وسياسات حقيقية، ومنع خطاب الكراهية ضد المرأة، والاهتمام بضحايا هذا النوع من الجرائم، والاستفادة من التجارب والخبرات في هذا المجال، وضرورة توعية المرأة بكل حقوقها. وقّع رؤساء الوفود المشاركة، في نهاية المؤتمر، ومن بينها المملكة، على بيان القمة الختامي الذي أشار إلى عزم الدول على إنهاء استخدام الاغتصاب في الصراعات حول العالم، ويؤكد أن منعه في الصراع أمر حيوي لأجل السلام والأمن والتنمية المستدامة، ويشيد بكل من عملوا طوال سنوات عديدة وخصوصا ضحايا هذه الجرائم الذين أصبحوا مناصرين أقوياء للفت الانتباه لهذه القضية. أكد البيان الختامي أيضا، على وقوف الدول إلى جانبهم، وتوفير الدعم الذي يحتاجونه، ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم أو المسؤولين عنها بكل السبل المتاحة، ويدعو كل شخص إلى تحمل المسؤولية الأخلاقية للمطالبة بتغيير نظرة العالم لهذه الجرائم واستجابته لدى وقوعها؛ لإنهاء واحدة من أكثر أنواع الجرائم ظلمًا في زمننا. جدير بالذكر، أن القمة تعد أكبر اجتماع من نوعه تشارك فيه حكومات ومنظمات المجتمع المدني وخبراء المؤسسات القضائية، إلى جانب وسائل الإعلام وضحايا هذه الجرائم البشعة. رابط الخبر بصحيفة الوئام: العيبان :ماتتعرض له نساء سوريا من اغتصاب وهتك للأعراض كسلاح عقاب