بكين - أ ف ب، رويترز - أعلنت الحكومة الاقليمية لمدينة كشقار في اقليم شينغيانغ غرب الصين المضطرب والمحاذي للحدود مع طاجيكستان، ان «ارهابيين تدربوا في باكستان» وقفوا خلف هجمات تسببت في مقتل 19 شخصاً في الاقليم خلال اليومين الاخيرين. وساد هدوء غير عادي كاشقار أمس وسط اغلاق عدد كبير من المتاجر، وتعزيز الانتشار الأمني. وكشفت الحكومة اعتقال مشبوه اعترف بأنه العقل المدبر للهجمات التي نفذها اشخاص من أقلية الأويغور المسلمة الناطقة بالتركية، عبر حرق مطعم والاعتداء على مدنيين قضى 14 منهم في مقابل 5 مهاجمين أرداهم رجال الأمن. واعتبرت ان «العنف الارهابي الخبيث يهدف الى تخريب الوحدة بين الاعراق والإضرار بالاستقرار الاجتماعي، وإذكاء الكراهية العرقية واشعال صراع عرقي». ونقلت وكالة انباء الصين الجديدة (شينجوا) عن مصادر في كاشقار قولها إن «العناصر الاولى للتحقيق تشير الى ان قادة المجموعة تدربوا على استخدام متفجرات وأسلحة نارية في معسكرات تابعة للحركة الاسلامية لتركستان الشرقية الارهابية في باكستان، قبل دخول شينغيانغ». وزادت هذه المصادر ان «اعضاء هذه المجموعة يؤمنون بالافكار الدينية المتطرفة، ويؤيدون الجهاد وفصل شينغيانغ عن الصين»، علماً ان مذكرة توقيف صدرت في حق مشبوهين اثنين من الاويغور، ورصدت مكافأة مقدارها مئة ألف يوان (10800 يورو) لمن يدلي بمعلومات تساعد في القبض عليهما. ودأبت الحكومة الشيوعية في الصين التي تواجه وضعاً غير مستقر في شينغيانغ على اتهام ارهابيين اجانب بالوقوف خلف الاضطرابات، لكن دون تقديم ادلة تدعم هذه الاتهامات. الى ذلك، اتهمت صحيفة «غلوبال تايمز» متطرفين في الخارج ووسائل اعلام غربية بزيادة التوتر في شينغيانغ عبر اثارة النزاع بين الاويغور وغالبية إتنية الهان. وأورد مقال نشرته الصحيفة، ان «المسؤولين عن الهجمات جميعهم من الاويغور، لكن انتماءهم الاتني لا يبرر افلاتهم من العقاب على ارتكابهم هذه الجرائم الفظيعة». وتابعت: «يجب ان تفرض الحكومة عقوبات اكثر قسوة على هؤلاء الارهابيين». وجاءت اعمال العنف الأخيرة في شينغيانغ بعد اقل من اسبوعين على اضطرابات اسفرت عن 20 قتيلاً في مدينة هوتان بالاقليم ذاته الذي شهد موجات عنف اتنية في السنوات الاخيرة، اكبرها في تموز (يوليو) 2009 حين قتل 200 شخص على الاقل. ويعيش اكثر من 8 ملايين اويغوري يعيشون في شينغيانغ، ويندد عدد منهم منذ عقود بالقمع الثقافي والديني الذي يتعرضون له والهجرة الكثيفة لإتنية الهان الى المنطقة. واقليم شينغيانغ ذو اهمية استراتيجية للصين باعتباره يمثل نحو سدس مساحتها ويضم احتياطيات كبيرة من النفط والغاز ويقع على الحدود مع افغانستانوباكستان والهند وآسيا الوسطى.