شلت موجة غبار كثيفة بدأت منذ ساعات متأخرة من ليلة أول من أمس (السبت) حركة الملاحة في ميناء جدة الإسلامي، وانعدمت على إثرها الرؤية في جميع أحياء المحافظة، ما أدى إلى استنفار عدد من القطاعات المعنية، خصوصاً في ظل الازدحام الكبير الذي تشهده المحافظة هذه الأيام. وتسببت الموجة في توقف عملية الملاحة البحرية في ميناء جدة الإسلامي، إذ تعذر دخول العبارات المقبلة إلى الميناء بسبب انعدام الرؤية. وأوضح مسؤولون في الميناء ل«الحياة» أن حركة السفن ستعود فور زوال الموجة. في المقابل، لم تتأثر حركة الملاحة الجوية في مطار الملك عبدالعزيز كثيراً، إذ سارت غالبية الرحلات الجوية بشكل طبيعي، واعتذر المتحدث الرسمي باسم هيئة الطيران المدني خالد الخيبري عن الرد على تساؤلات عدة ل«الحياة» حول تأثر حركة الطيران بما شاب جدة من سوء في الأحوال الجوية، متعللاً بانشغاله في اجتماع، بيد أنه أفاد بعدم تبليغه بحال توقف لأي من رحلات الطيران أمس. وفيما حذرت الجهات الصحية من خطر الموجة التي ستتسبب في انعكاسات سالبة على مرضى الجهاز التنفسي والحساسية، طالبت إدارة مرور المحافظة بتلافي وقوع الحوادث من خلال اتباع وسائل السلامة المرورية في مثل هذه الظروف المناخية. وقال مدير إدارة العلاقات العامة في مرور جدة المقدم زيد الحمزي ل«الحياة» إن دوريات المرور منتشرة في جميع المواقع في المحافظة، مشيراً إلى أن الحركة المرورية في وضعها الطبيعي ولم تسجل أي حوادث سير خلال يوم أمس. وأوضح أنه تم تكثيف دوريات المرور في جميع الميادين والطرقات العامة لضبط حركة السير، مشدداً على ضرورة اتباع السائقين لوسائل السلامة المرورية. وأكد أنه تم العمل بالخطة المرورية لشهر رمضان من خلال تغطية جميع المساجد بالدوريات لتسهيل دخول وخروج المصلين، ومراقبة دوريات المرور لعملية الالتزام بالوقوف الصحيح حول المساجد وعدم ترك المركبات في مواقف خاطئة. ولفت إلى أن المخالف سيعرض لتدوين مخالفة، منوهاً بأنه تم التنسيق مع أمانة جدة لتوحيد الاتجاه في بعض المواقع، خصوصاً المنطقة المركزية في البلد لضمان انسيابية الحركة، نظراً إلى ما تشهده هذه المنطقة من كثافة عالية في موسم رمضان. في غضون ذلك، استعدت مراكز الشؤون الصحية ومستشفياتها لاستقبال الحالات المصابة بالربو وغيرها من التي تصل إليها نتيجة موجة الغبار الكثيفة التي دهمت المحافظة. وأكد مصدر طبي في صحة جدة أن جميع المستشفيات مستعدة لاستقبال الحالات التي عادة ما تنتج من مثل هذه الأجواء، ملمحاً إلى أن جميع الحالات التي سيتم استقبالها ستخضع لعناية طبية عاجلة خصوصاً مرضى الربو. بدورها، أكدت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة (في تقريرها لحال الطقس يوم أمس على العروس) تدنى الرؤية الأفقية (تصل أحياناً إلى أقل من كيلومتر واحد) بسبب العوالق الترابية والأتربة المثارة المحمولة مع الرياح الجنوبية النشطة المصاحبة للكتلة الهوائية الدافئة والرطبة، إذ يظل الإحساس بالحرارة أعلى مما هو مسجل وذلك على منطقة مكةالمكرمة خصوصاًً المحافظات الساحلية منها (جدة، الليث والقنفدة) تمتد على السواحل حتى منطقة جازان ومرتفعات عسير والباحة، متوقعة استمرار تدني الرؤية الأفقية اليوم (الإثنين).