ضربت عاصفة ترابية قوية محافظة جدة أمس، تأهبت على إثرها الجهات الحكومية والأمنية، وتوقفت حركة الملاحة البحرية في ميناء جدة الإسلامي، فيما حذرت «مرور جدة» سكان المدينة من الخروج من منازلهم إلا للضرورة، حتى عودة الحال الجوية إلى طبيعتها.وأطلقت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة «التحذير الأحمر» (رقم واحد) بعد الساعة الواحدة من ظهر يوم أمس الأحد في منطقة مكةالمكرمة، خصوصاً محافظة جدة، نظراً إلى تدني مستوى الرؤية الأفقية إلى أقل من كيلو مترين بسبب نشاط في الرياح السطحية المثيرة للغبار والأتربة، مؤكدة ضرورة أخذ الحيطة والحذر في مثل هذه الظروف. وأشارت الرئاسة إلى تكوّن السحب المنخفضة والمتوسطة الارتفاع التي تتخللها سحب ركامية رعدية ممطرة مصحوبة بنشاط في الرياح السطحية قد تحد من مدى الرؤية الأفقية إلى أقل من خمسة كيلومترات على مناطق تبوك، المدينةالمنورة، مكةالمكرمة، حائل، القصيم، الجوف، الحدود الشمالية، المرتفعات الجنوبيةالغربية والغربية، والأجزاء الغربية للرياض. وأوضحت أن الفرصة لا تزال مهيأة لهطول أمطار رعدية قد تكون غزيرة، خصوصاً في المناطق الواقعة بين المدينةالمنورة وحائل، وكذلك منطقة تبوك، مصحوبة برؤية غير جيدة مع ارتفاع في درجات الحرارة تمتد لتشمل المناطق الشمالية الشرقية، كما تظهر تشكيلات من السحب تتخللها سحب رعدية ممطرة على مناطق جنوب غرب وغرب المملكة (عسير، الباحة، الطائف، مكةالمكرمة)، إلى جانب فرصة تكوّن الضباب على الجزء الجنوبي للبحر الأحمر والخليج العربي في ساعات الصباح الباكر. وأكدت تنسيقها المتواصل والمستمر على مدار الساعة مع الجهات ذات العلاقة وغرف عمليات الجهات الأمنية والمواقع الحساسة مثل خطوط الطيران وخطوط الملاحة البحرية، إذ تزودها الرئاسة بالمعلومات اللازمة حول الطقس والبيانات الرسمية، والحال العامة ونوع الاحتياط الذي يجب أن تتخذه تلك الجهات ومدى التحذير. وفيما أكد المتحدث الرسمي لهيئة الطيران المدني خالد الخيبري ل«الحياة» استمرار الحركة الجوية الطبيعية في مطار الملك عبدالعزيز بجدة من دون توقف أو تحويل أي طائرات قادمة أو مغادرة، مشيراً إلى مدى الرؤية الأفقية ألف متر وحركة المطار تسير بشكل طبيعي، أعلن ميناء جدة الإسلامي توقف الحركة الملاحية في الميناء تماماً من بعد ظهر أمس الأحد، بينما شددت إدارة المرور في محافظة جدة على تأهبها التام لمواجهة أي طارئ نتيجة سوء أحوال الطقس، مع عدم تسجيل أي ارتفاع في معدلات الحوادث المروية عن المعتاد. وأكد مدير مطار جدة مازن خاشقجي ل «الحياة» استمرار الحركة الجوية، مشيراً إلى أنه لا يوجد ما يستدعي إيقاف طائرات أو تحويلها إلى مطارات أخرى، بحسب تقارير برج المراقبة التي تشير إلى مناسبة الرؤية الأفقية. وقال خاشقجي: «إن قرار إيقاف الحركة الجوية يتخذ بناء على تقارير البرج، بعد أن يتحقق من وجود ما يؤثر على سلامة الطيران كوجود كثافة في الغبار أو السحب أو الضباب حول المطار بشكل يقلص الرؤية الأفقية ويشكل خطراً على الطائرات والمطار». وأضاف أن الطائرات السعودية الحديثة مجهزة بأحدث التجهيزات التي تمكنها من السير في أسوأ الظروف الجوية وربما عند الرؤية إلى درجة الصفر، وكذلك مدرجات المطار مجهزة بآليات حديثة ومتطورة تتواءم مع تجهيزات الطائرات لتشكلا قدرة عالية على تأمين الحركة الجوية في كل الظروف. ولم يستبعد خاشقجي إيقاف بعض الطائرات القديمة وغير المجهزة في حال استدعى الأمر وأقر برج المراقبة ذلك، حفاظاً على أعلى مستويات السلامة في المطار. وقال مدير ميناء جدة الإسلامي في المحافظة الكابتن ساهر طحلاوي ل«الحياة»: «إن الحركة الملاحية للسفن في الميناء أوقفت مباشرة إثر موجة الغبار الشديدة التي تضرب المدينة وسرعة الرياح وتدني الرؤية الأفقية». وأشار الكابتن طحلاوي إلى أن سفينة واحدة منعت من المغادرة في موعدها، مؤكداً التنسيق المتواصل على مدار الساعة بين عمليات الميناء والرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة لتلقي المعلومات حول حال الطقس والتحذيرات المتعلقة به، بهدف الاستعداد لأي طارئ قد ينتج من الرياح القوية أو انعدام الرؤية. بدوره، قال المتحدث الرسمي لمرور محافظة جدة المقدم زيد الحمزي إنه جرى نشر دوريات المرور في كل أرجاء المحافظة استعداداً لمواجهة أي حدث قد يخلفه سوء الأحوال الجوية، موضحاً أنه تم التركيز على مواقع الكثافة المروية المعتادة في المحافظة مثل طريقي الحرمين والمدينة. وأكد أن دوريات المرور المنتشرة ودوريات السلامة المساندة لها والإشارة المرورية تعمل بشكل استثنائي في مثل هذه الأحوال الجوية السيئة، في محاولة للحد من حوادث السير عبر الرقابة على السيارات ومحاولة تهدئة السرعة وتوضيح مواقع الطوارئ. وطالب الحمزي سكان جدة بأخذ الحيطة والحذر والهدوء والتقليل من السرعة في مثل هذه الأحوال الجوية، إضافة إلى التزام المنازل وعدم الخروج إذا لم يكن هناك ضرورة تستدعي ذلك، حتى انتهاء موجة الغبار وعودة الطقس إلى طبيعته.