وفيما دعا المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني الحكومة والقيادات السياسية إلى توحيد كلمتهم وتعزيز جهودهم للوقوف في وجه الإرهابيين وحماية المواطنين من «شرورهم»، مؤكد «دعم المرجعية وإسنادها لأبنائها في القوات المسلحة»، أعلن الزعيم الديني مقتدى الصدر أنه مع تشكيل «سرايا السلام للدفاع المقدسات»، شرط أن تكون تحت إمرة الدولة. إلى ذلك، فتحت محافظات في جنوبالعراق والفرات الأوسط باب التطوع للقتال في محافظة نينوى التي سيطرت عليها المجموعات المسلحة التابعة لتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) منذ 3 أيام. ودعا الصدر إلى تشكيل «سرايا السلام للدفاع عن المراقد والمساجد والحسينيات والكنائس بالتنسيق مع الجهات الحكومية»، وقال في بيان: «لا أستطيع الوقوف مكتوف الأيدي واللسان أمام الخطر المتوقع على مقدساتنا، لذا فإني ومن معي من المخلصين الثابتين على العهد، ممن لم تغرهم الدنيا برواتبها وسياراتها وممن لم يسمعوا الإشاعات ضد الحق وقيادته وممن إذا سكتنا سكتوا وإذا تكلمنا أطاعوا، على أتم الاستعداد لأن ننسق مع بعض الجهات الحكومية لتشكيل (سرايا السلام) للدفاع عن المقدسات شرط عدم انخراطها موقتاً في السلك الأمني الرسمي وبمركزية منا لا بالتحاق عفوي يسبب الكثير من الإشكالات». وأكد: «أما والله فإني لست مستعداً لا أمام الله ولا أمام شعبي الحبيب أن أخوض معركة عصابات وميليشيات قذرة لا تميز بين الإرهابي والخائف منهم وطالب الخلاص، ولست مستعداً على الإطلاق لأن أكون وسط اللاهثين خلف الكرسي وتثبيته ولا أن أزج نفسي في حرب طائفية ضروس تأكل الأخضر قبل اليابس». من جهة أخرى، أعلنت مديرية الشرطة في محافظة واسط فتح باب «التطوع العقائدي»، على ما ورد في بيانها، «لكل شخص قادر على حمل السلاح للدفاع عن العراق» ، وقال مدير الشرطة اللواء رائد شاكر في البيان، إن «المديرية بتوجيه من القيادة العامة للقوات المسلحة، فتحت باب التطوع العقائدي للدفاع عن العراق، وزج المتطوعين للقتال بأسرع وقت». وأضاف أن «هذا التطوع يستثني كل الشروط: العمر، والفرار من الجيش، والطرد، والمساءلة والعدالة، وحتى من شملتهم قرارات الفصل الإداري». وتابع أن «المديرية ستتسلم أسماء المتطوعين عن طريق العشائر حصراً، ولن تتسلمها في شكل منفرد من المتطوع، لأن العشائر ستكون المسؤولة عن مدى صحة المتطوع في القتال في محافظة نينوى، بالإضافة إلى كون العشائر ستختصر على المديرية الكثير من الإجراءات» . ودعا شاكر «الضباط السابقين ومن يمتلكون الخبرة والكفاءة إلى مراجعة مركز التدريب في قاعدة الكوت الجوية لإكمال التحاقهم بالجيش للقتال في محافظات نينوى وصلاح الدين والأنبار». وكان رئيس الوزراء نوري المالكي دعا في بيان الثلثاء الماضي أبناء العشائر إلى «التطوع وحمل السلاح من أجل الدفاع عن الوطن»، كما دعا الجهات الرسمية إلى «دعم وتنفيذ هذا الاستعداد» مضيفاً أنه «تم تشكيل خلية أزمة خاصة لمتابعة عمليات التطويع». وفي البصرة، تم تشكيل تجمع باسم «كتائب أسود نينوى» ، وقال المشرف على تنظيم الكتائب محمد الدنبوس، إنها «تضم شباباً من كل أنحاء الجنوب، وتحديداً البصرة وميسان وذي قار». وأضاف أن «باب التطوع فتح من اليوم (أمس)، وسيتم اختيار الكوادر ذات الخبرة في حمل السلاح، وسنبدأ قريباً في تفويج العناصر المتطوعة ولكن تحت غطاء القوات الأمنية». وأعلنت الحكومة المحلية في محافظة البصرة حال التأهب والاستنفار في الأجهزة الأمنية لمنع حدوث خروق، وأوضح بيان للحكومة المحلية أنها «تتابع بحذر مجريات الأحداث في محافظة نينوى والمناطق الساخنة الأخرى وتعلن دعمها ومساندتها الكاملة لقوات الجيش، وبناءً على ذلك تم إعلان حالة الاستنفار القصوى في مركز المحافظة وأطرافها». وفي محافظة بابل، الأقرب بين محافظات الفرات الأوسط إلى مناطق الصراع بين القوات الحكومية والمجموعات المسلحة، أعلنت حال التأهب القصوى لمواجهة تنظيم « داعش»، ودعي أبناء العشائر إلى التطوع في صفوف الجيش. وقال محافظ بابل صادق مدلول في تصريح إلى «الحياة»، إن المحافظة «بتوجيه من القيادة العامة للقوات المسلحة، فتحت باب التطوع في صفوف الجيش»، داعياً أبناء العشائر إلى «التطوع في الجيش العقائدي من أجل الحفاظ على العراق». وأضاف أن «اللجنة الأمنية العليا في المحافظة قررت إعلان حال التأهب القصوى لمواجهة عناصر تنظيم داعش».