علمت «الحياة» من مصادر أمنية رفيعة في وزارة الدفاع أن أفواجاً من الجيش العراقي الموجودة جنوب البلاد تحركت نحو مدن الأنبار ونينوى وصلاح الدين خلال اليومين الماضيين، فيما نفذ الجيش مناورة أمس على أسوار الفلوجة وعملية في شمال شرقي المدينة. وقال مصدر أمني رفيع طلب عدم ذكر اسمه ل «الحياة» إن أوامر صدرت إلى قوات من الجيش المرابطة جنوب البلاد بالتحرك نحو محافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين بسبب النقص الذي يعانيه الجيش في هذه المناطق، خصوصاً في الأنبار. وأوضح المصدر أن «قوات الجيش المتواجدة في الأنبار منذ سنوات، وهي الفرق الأولى والسابعة والتاسعة، بدأت تعاني الانهاك منذ مطلع العام الحالي بسبب الحرب الدائرة هناك، وغالباً ما يتم دعمها بأفواج إضافية». وزاد أن القوات البرية خسرت مئات من المدرعات من ناقلات الجنود، فضلاً عن حالات الهروب في صفوف الجيش في الأنبار ونينوى ما دفع إلى الاستعانة بقوات الجيش المنتشرة في محافظاتجنوب البلاد الآمنة». وأشار إلى أنه «خلال اليومين الماضيين وجهت أوامر بالتحاق عدد من الألوية التابعة إلى الفرقة 14 الموجودة في محافظات البصرة والناصرية للتحرك نحو الأنبار ونينوى وصلاح الدين، بعد أن تم اعدادها للمهمات الجديدة في معسكر التاجي في بغداد». وفي الأنبار غرب بغداد، كشف مصدر أمني في قيادة عمليات الأنبار ل «الحياة» أن قوات الجيش التابعة للفرقتين الأولى والسابعة نفذت مناورة عسكرية على أطراف الفلوجة تمثلت بتنفيذ عملية على منفذ المدينة الشمالي الشرقي لمباغتة المسلحين في ناحية الكرمة». وأوضح أن «المسلحين يحتشدون على المنافذ الغربية والجنوبية حيث اتخذوا مواقع دفاعية قوية هناك لأن قوات الجيش تواجه المسلحين من هذه المنافذ، ولكنهم فوجئوا اليوم (أمس) بعملية عسكرية قصيرة الأمد من الكرمة تم خلالها تدمير مواقع للإرهابيين». وأشار المصدر إلى أن «اتصالات جرت مع شيوخ عشائر الكرمة أكدوا أنهم لا يرفعون السلاح وأن تنظيم داعش سيطر على قضاء الكرمة منذ منتصف نيسان (أبريل) بعد أن كانت العشائر تسيطر عليه». وأعلن بيان صدر عن قيادة «عمليات الجزيرة والبادية» في الأنبار أمس أن قواتها تمكنت من قتل 45 عنصراً من «داعش»، وأوضح أن «قوة خاصة من فرقة التدخل السريع الأولى تمكنت من قتل 45 إرهابياً من تنظيم داعش في مناطق الهياكل والبساتين وجسر التفاحة بالنعيمية في مدينة الفلوجة». وأضاف البيان أن «القوة تمكنت كذلك من حرق ست عجلات نوع «كيا» وتدمير ثلاث آليات مختلفة الأنواع في هذه المناطق». وقال مصدر عشائري داخل الفلوجة ل «الحياة» إن القصف المدفعي تواصل على المدينة أمس، وأدى الى مقتل وإصابة 29 شخصاً في أحياء العسكري والجغيفي والشهداء وجبيل والجولان ونزال. وأضاف أن المياه مقطوعة عن المنازل منذ أول من أمس بسبب قصف المحطة الرئيسية للماء في المدينة، ولكن نهر الفرات الذي يشهد جفافاً منذ الأسبوع الماضي عاد إلى حالته الطبيعية بعد فتح أحد السدود المقامة على النهر في منطقة الثرثار شمال غربي الفلوجة. وفي كركوك قالت مصادر من الشرطة وأخرى طبية إن سيارة ملغومة انفجرت أمام محل لبيع الخمور في مدينة كركوك شمال العراق ليل السبت ما أدى إلى مقتل 11 شخصاً على الأقل. وأصيب 27 شخصاً آخرين في الهجوم الذي وقع في ضاحية الواسطي وألحق أضرار جسيمة بعدد من المحال الأخرى وأحرق سيارات عدة. وفي الرمادي التي تشهد أحياؤها الجنوبية اشتباكات منذ يومين بين المسلحين وبين قوات الجيش والشرطة المحلية وعناصر الصحوات، أفاد مصدر في شرطة المدينة بأن عبوة ناسفة انفجرت بعد ظهر أمس، مستهدفة دورية تابعة للشرطة وسط قضاء حديثة غرب الرمادي، ما أسفر عن مقتل شرطيين وإصابة أربعة آخرين بجروح متفاوتة. إلى ذلك تبنى تنظيم «داعش» هجوماً أسفر عن سقوط 17 شخصاً غالبيتهم عمال نفط إيرانيون، قتلوا وأصيبوا إثر تفجير انتحاري استهدف رتلاً يحميه الجيش للعمال الذين كانوا يعملون في مد أنبوب غاز شمال شرقي ديالى.