بالي (أندونيسيا) – أ ب، رويترز، أ ف ب – طالبت واشنطن وطوكيو وسيول بيونغيانغ أمس، بوقف «أعمالها الاستفزازية» واتخاذ «خطوات ملموسة لإظهار التزام حقيقي بنزع الأسلحة النووية»، قبل استئناف المفاوضات السداسية. أتى ذلك بعد لقاء وزير الخارجية الكوري الجنوبي كيم سونغ هوان نظيره الكوري الشمالي باك أوي تشون، للمرة الأولى منذ 2008، قبل جلسة افتتاح منتدى «رابطة دول جنوب شرقي آسيا» (آسيان) الذي حضره وزراء خارجية أو ممثلو 27 دولة، بينها الولاياتالمتحدة وبلدان أوروبية، في جزيرة بالي بأندونيسيا. وقال ديبلوماسي حضر الاجتماع، إن الوزيرين «تبادلا الحديث لفترة وجيزة، فيما كانا يحتسيان القوة ويتناولان أطعمة خفيفة. لم يقاطعهما أحد، ربما لأنه مشهد نادر». وقال الأمين العام ل «آسيان» سورين بيتسوان: «لغة الجسد كانت جيدة». وبعد لقائه نظيره الكوري الشمالي، اجتمع وزير الخارجية الكوري الجنوبي مع وزيري الخارجية الياباني تاكياكي ماتسوموتو والأميركية هيلاري كلينتون. وأصدر الوزراء الثلاثة بياناً ورد فيه أنهم «تعهدوا مواصلة المشاورات في شأن السياسة إزاء (كوريا الشمالية)، ومواصلة الجهود لثنيها عن القيام بأعمال استفزازية، وتشجيعها على اتخاذ خطوات ملموسة لإظهار التزام حقيقي بنزع الأسلحة النووية». واضاف البيان: «يُفترض مناقشة برنامج كوريا الشمالية لتخصيب اليورانيوم، في طريقة تتيح استئناف المفاوضات السداسية». وزاد أن «الوزراء أكدوا أن السلوك الاستفزازي والعدائي لكوريا الشمالية، يهدد الدول الثلاث جميعاً، وسيواجَه بتضامنها». وأعربت كلينتون عن «تشجعها بلقاء الشمال والجنوب»، قائلة أمام نظرائها في «آسيان»: «لكن ما زلنا نعتقد جازمين ان استئناف المفاوضات السداسية يحتّم على كوريا الشمالية اتخاذ خطوات لتحسين العلاقات بين الشمال والجنوب». وأضافت: «نحضّ كوريا الشمالية على إظهار تغير في سلوكها، بما في ذلك الكفّ عن الأعمال الاستفزازية واتخاذ خطوات نحو نزع السلاح النووي في شكل لا رجعة فيه، والامتثال لتعهداتها». في غضون ذلك، أشاد وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي بلقاء نظيريه الكورييْن، معرباً عن أمله في استئناف المفاوضات السياسية «في أسرع وقت ممكن». وأفادت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، بأن الوزير الكوري الشمالي أبلغ يانغ اقتراح بيونغيانغ استئناف المحادثات السداسية من دون شروط . على صعيد آخر، دعت كلينتون الدول المتشاطئة لبحر الصين الجنوبي، الى تسوية خلافاتها ديبلوماسياً. وقالت: «الولاياتالمتحدة قلقة من أن تهدد الحوادث الأخيرة في بحر الصين الجنوبي، السلام والاستقرار. هذه الحوادث تهدد الحياة في البحر، وتفاقم التوترات وتضعف حرية الملاحة وتشكل خطراً على حرية التجارة الشرعية والتنمية الاقتصادية». ودعت «كل الأطراف الى توضيح ادعاءاتهم في بحر الصين الجنوبي، بحيث تنسجم مع القانون الدولي»، مشددة على أن حرية الملاحة «وحرية الوصول الى المجال البحري الآسيوي وحفظ السلام والاستقرار، تشكل مصلحة وطنية للولايات المتحدة»، التي وصفتها بأنها «بلد في المحيط الهادئ وقوة عظمى إقليمية». وعلّق يانغ على كلام كلينتون، مؤكداً أن «حرية الملاحة في المنطقة مضمونة»، معتبراً أن الخلافات «لا تؤثر فيها».