سيول، بكين – أ ب، رويترز، أ ف ب – جددت سيول امس، رفضها دعوة بيونغيانغ الى اجراء «مفاوضات غير مشروطة وسريعة» لنزع فتيل التوتر في شبه الجزيرة الكورية، معتبرة ذلك مجرد «حملة دعائية». وقالت ناطقة باسم وزارة التوحيد الكورية الجنوبية: «لا نعتبر ذلك عرض حوار جدياً». واعتبرت ان بيونغيانغ تسعى من خلال ذلك الى اثارة انقسام بين الشعب والحكومة في كوريا الجنوبية، مذكّرة بأن الشمال قدم عروضاً مشابهة منذ عام 2007. وحضت بيونغيانغ على إثبات حسن نياته، بأن يحترم واجباته المعلنة عام 2005 في شأن نزع سلاحه النووي، ويعتذر عن قصف جزيرة كورية جنوبية في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ما ادى الى مقتل 4 اشخاص، وعن إطلاق طوربيد على بارجة كورية جنوبية في آذار (مارس)، ما اسفر عن مقتل 46 بحاراً. كما قال مسؤول في الوزارة: «سبق لكوريا الشمالية ان أصدرت بيانات في اطار حملة دعائية تجاه الجنوب. لا نعتبر ذلك اقتراحاً جاداً للحوار، بل انه حتى لم يُقدم في الشكل الصحيح والمناسب». واعتبر ان الشمال أصدر بيانه لأغراض داخلية، وأن بيونغيانغ «تحتاج أن تظهر، ليس بمجرد تقديم عروض للحوار، صدق نياتها بعد الاحداث التي جرت» أخيراً. في الوقت ذاته، قال الناطق باسم الخارجية الاميركية فيليب كراولي ان على بيونغيانغ ان «تثبت ان عرضها صادق»، مضيفاً ان وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون تطرقت الى الموضوع مع نظيرها الصيني يانغ جيشي، خلال لقائهما في واشنطن. وزاد: «ثمة مسائل على كوريا الشمالية القيام بها، لتظهر لكوريا الجنوبية والولايات المتحدة استعدادها لإقامة حوار دائم وبنّاء». وقال: «التزامها بألا يكون هناك مزيد من الاستفزازات هو بالتأكيد إحدى الخطوات، وإظهار استعدادها للمضي في تنفيذ التزاماتها بموجب البيان المشترك عام 2005 (حول نزع سلاحها النووي)، سيكون خطوة أخرى». يأتي ذلك بعدما اعلنت بيونغيانغ في بيان رسمي، استعدادها لبدء «مفاوضات غير مشروطة وفي شكل سريع» مع سيول، مؤكدة «استعدادها للقاء أي كان في أي وقت وأي مكان». وفي خطوة غير معتادة، اشارت الدولة الستالينية الى ان البيان صدر في شكل جماعي عن الحكومة وحزب العمال الحاكم ومنظمات أخرى. في غضون ذلك، أجرى المبعوث الاميركي لكوريا الشمالية ستيفن بوسورث محادثات في بكين أمس، مع مسؤولين صينيين بارزين، تناولت الملف النووي الكوري الشمالي. وأعلنت الخارجية الصينية ان «الطرفين أجريا تبادلاً عميقاً للرأي في شأن الوضع في شبه الجزيرة الكورية، وحول المحادثات السداسية» لتفكيك البرنامج الذري لبيونغيانغ. وأضافت ان «الطرفين اتفقا على مواصلة العمل للحفاظ على السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية، ودفع مسيرة المحادثات السداسية». وأشار ناطق باسم الوزارة الى ان بكين «تؤيد إجراء اتصالات وحوار بين الاطراف المعنية»، في اشارة الى الكوريتين. وقال: «نأمل بأن يبذل (البلدان) جهوداً مشتركة لاستئناف المفاوضات السداسية من دون إبطاء».