بالي (أندونيسيا) – أ ب، رويترز، أ ف ب – أشادت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون باتفاق مبدئي أبرمته بكين و»رابطة دول جنوب شرقي آسيا» (آسيان) لتسوية نزاعاتهما على بحر الصين الجنوبي، فيما حضّت الصين الولاياتالمتحدة على «احترام سيادتها ووحدة أراضيها، وهواجسها الكبرى». أتى ذلك بعد لقاء كلينتون نظيرها الصيني يانغ جيشي، على هامش اجتماعات «آسيان» في جزيرة بالي بأندونيسيا. وقال ناطق باسم الوزير الصيني أن يانغ وكلينتون ناقشا خصوصاً مشكلة بحر الصين الجنوبي، الذي يُعتقد أنه غني بالنفط والغاز وتعتبره بكين تابعاً لأراضيها، متنازعة السيادة عليه مع دول مجاورة مثل فيتنام والفيليبين وبروناي وماليزيا وتايوان. وتؤيد الولاياتالمتحدة إرادة هذه الدول تسوية النزاع في إطار متعدد الأطراف، إذ تعتبر بحر الصين الجنوبي منطقة استراتيجة لمصالحها التجارية، وهذا ما ترفضه بكين التي تتهم واشنطن بإثارة توتر في المنطقة، من خلال إجرائها مناورات بحرية. وأضاف الناطق: «من المهم احترام سيادة الصين ووحدة أراضيها، واحترام الهواجس الكبرى للصين المتعلقة بالتيبت ومسائل حساسة أخرى». ولفت إلى أن الولاياتالمتحدة «تدرك حساسية هذه المسائل»، مضيفاً أن الطرفين وعدا بتعزيز «التفاهم المتبادل». أتى لقاء يانغ وكلينتون بعد توقيع الصين و»آسيان» على «خريطة طريق» تشكل مبادئ عامة لتسوية جماعية للخلافات الكثيرة بين الطرفين. واعتبر الوزير الصيني أن للاتفاق «تأثيراً كبيراً على الحفاظ على السلام والاستقرار وحسن الجوار في المنطقة». وأعرب عن رغبته في «الحفاظ على الاندفاع» في العلاقات مع واشنطن. أما كلينتون فأشادت أيضاً بالاتفاق، قائلة: «أريد أن أهنئ الصين وآسيان على عملهما معاً في شكل وثيق» من اجل الاتفاق على الخطوط العريضة لتعاون مستقبلي. وأعلن يانغ وكلينتون توافق حكومتيهما على إعادة إطلاق المحادثات السداسية لتفكيك البرنامج النووي لكوريا الشمالية. تزامن ذلك مع لقاء بين المفاوضيْن حول الملف النووي من الكوريتين، في بالي، للمرة الأولى منذ كانون الأول (ديسمبر) 2008. وقال المفاوض الكوري الجنوبي وي سونغ لاك إن لقاءه نظيره الشمالي ري يونغ هو كان «بناءً ومفيداً جداً»، مشيراً إلى أن الطرفين سيواصلان العمل سوياً لإيجاد مناخ مؤاتٍ لاستئناف المفاوضات السداسية التي توقفت في كانون الأول 2008. أما المفاوض الكوري الشمالي فقال: «اتفقنا على بذل جهود مشتركة لاستئناف المفاوضات السداسية، في أقرب وقت ممكن». وأشارت ناطقة باسم الخارجية الكورية الجنوبية إلى أن هذا اللقاء قد يمهد لاجتماع وزيري خارجية الكوريتين في بالي اليوم. على صعيد آخر، دعت كلينتون ميانمار إلى إطلاق السجناء السياسيين ومعالجة المخاوف المتعلقة بالانتشار النووي وبدء حوار مع زعيمة المعارضة أونغ سان سو تشي، معتبرة أن رفض ميانمار ذلك يهدد تماسك جنوب شرقي آسيا.