ألحق انفجار ضخم لقنبلة، يرجح بأنها وضعت داخل سيارة اضراراً بالغة بمقر رئاسة الوزراء ووزارة النفط وسط العاصمة اوسلو. ووقع الانفجار قرب مبنى صحيفة «فردينز غانغ» (في جي) الشعبية النروجية، ما اثار تكهنات أولية بارتباطه بنشر رسوم مسيئة للإسلام. لكن مراقبين عادوا وربطوا الاعتداء بتهديدات من «القاعدة» ومشاركة النروج في الحملة «الأطلسية» في ليبيا. وأكدت الشرطة مقتل 7 اشخاص على الأقل وجرح أكثر من 15 آخرين في اوسلوا، اصيبوا بشظايا زجاج متطاير، وشوهدوا ملطخين بالدماء ومستلقين على أرضية الشارع. كما قُتل عدد من ابناء قيادة الحزب الحاكم واصيب عشرات في هجوم منفصل عندما فتح شخص يرتدي بدلة شرطي النار من رشاش على تجمع لشباب من حزب العمال الحاكم في جزيرة يوتويا الواقعة على مشارف العاصمة اوسلو، حسب ما اورد تلفزيون «ان ار كاي» الذي قال «ان شخصاً اعتقل ملامحه نروجية». وطوقت قوات أمن نروجية منطقة المقر الحكومي التي سادتها الفوضى مع محاولة مسعفين مساعدة الجرحى، وحضت السكان على مغادرة وسط العاصمة، فيما سارعت السلطات الى تأكيد ان رئيس الوزراء ينس شتولتنبرغ لم يمسه اذى، «إذ لم يكن في مكتبه وقت الانفجار». وهو نقل بعد الانفجار الى موقع آمن. وقالت الشرطة ان رئيس الوزراء ينس ستولتنبرغ كان من المقرر ان ينضم الى الاجتماع. وقال رئيس الوزراء في مقابلة هاتفية الجمعة انه لم يصب باذى في الانفجار الذي وصفه بانه «خطير». وتم نشر الجيش ليلاً في المطار ونقاط حساسة. ولم تتبن أي جهة التفجير، لكن ابو سليمان الناصر من «انصار الجهاد العالمي»، زعم على منتدى يستخدمه تنظيم «القاعدة» ان تفجير اوسلو رسالة اخرى من المجاهدين واثبات آخر لدول اوروبا ان المجاهدين لن يقفوا مكتوفي الايدي تجاه حربها ضد الاسلام والمسلمين». واضاف تم استهداف النروج لتكون درسا وعبرة ونقول لهم نفذوا مطالب «المجاهدين» فما «ترونه ليس سوى البداية والقادم اكثر». وكانت النروج، العضو في الحلف الأطلسي (ناتو) تلقت سابقاً تهديدات من قبل زعماء في «القاعدة» لمشاركتها في الحرب على افغانستان، كما انضمت الى حملة الحلف لقصف ليبيا التي هدد العقيد معمر القذافي بالرد عليها بشن هجمات في اوروبا. وكان جهاز الشرطة الاستخباراتية النروجية حذر في شباط (فبراير) الماضي من ان التطرف الإسلامي «يشكل تهديداً كبيراً على البلاد» التي لم تشهد عنفاً سياسياً في السابق. وقال ديفيد ليا، المحلل المتخصص في شؤون اوروبا الغربية في مؤسسة «كنترول ريسكس» المعنية باستشارات الأخطار والاستراتيجيات: «يصعب ايجاد استنتاجات سريعة، إذ لا وجود لجماعات ارهابية محلية، لكن اشخاصاً مرتبطين بالقاعدة يعتقلون بين حين وآخر». وقال جون دريك، المستشار في مؤسسة «أي كي أي»، التي تتخذ من لندن مقراً، «ربما لا يختلف الهجوم كثيراً عن الاعتداء الإرهابي الذي استهدف استوكهولم في كانون الأول (ديسمبر) الماضي الذي نُفذ باستخدام سيارة مفخخة، وتلاه انفجار ثانٍ اقل شدة بعد قليل في منطقة وسط المدينة». وكان الادعاء العام النروجي وجه هذه السنة تهمة الإرهاب الى الناشط الكردي العراقي الأصل الملا كريكار لتهديده سياسيين محليين بالقتل في حال ترحيله من النروج. وعموماً، تواجه دولة اسكندنافية اخرى هي الدنمارك هواجس اكبر من المتطرفين الموجودين على اراضيها الذين يرتبطون ب «القاعدة». واعتقلت سلطاتها شخصين حالياً في انتظار توجيه اتهامات رسمية لهم. وسارعت الولاياتالمتحدة وبريطانيا الى ادانة الانفجار ووصفتاه بانه «مقيت»، واعربتا عن الاستعداد لتقديم المساعدة اذا طُلب منها ذلك.