قتل 11 شخصا في انفجار قنبلة وسط اوسلو واطلاق نار على مخيم لشبيبة حزب العمال الحاكم أمس في اول هجمات من نوعها تشهدها الدولة الاسكندنافية. وتحدثت التقارير كذلك عن اصابة العديد في التفجير الذي وقع في المنطقة التي تضم مباني حكومية وسط العاصمة، وكذلك في الهجوم على مخيم الشبيبة في جزيرة تويويا على مشارف العاصمة. وتسود حالة من الارتباك السلطات النروجية حيث ذكرت الشرطة انه ليس لديها اي علم بالجهة التي وراء الهجوم، الا ان وسائل الاعلام قالت إن المسلح الذي اطلق النار على مخيم الشبيبة قد اعتقل. وقال متحدث باسم الشرطة ان الانفجار ناجم عن «قنبلة»، وصرحت الشرطة في بيان ان «انفجارا قويا وقع في الحي الحكومي»، الا ان رئيس الوزراء ينس ستولتنبرغ لم يصب باذى.، واضاف البيان «نؤكد وقوع قتلى وجرحى في اعقاب الانفجار في المنطقة التي تضم مباني حكومية». وقال ضابط في الشرطة في مؤتمر صحافي ان السلطات ليس لديها اي دليل عن الجهة التي وراء الهجوم، واضاف «ليس لدينا فرضية رئيسية، وليست لدينا اية فرضية يمكننا ان نعمل على اساسها .. امامنا الكثير من العمل لنفهم الوضع»، الا ان الشرطة اعربت عن اعتقادها بوجود صلة بين الهجومين. وقال مفوض الشرطة سفينونغ سبونهايم للصحافيين في اوسلو «توجد اسباب قوية تدفعنا للاعتقاد بوجود علاقة بين الحادثين. ومما زاد في حالة الارتباك ان رجلا يرتدي زي الشرطة فتح النار امس على تجمع لشباب حزب العمال الحاكم في جزيرة يوتويا الواقعة على مشارف العاصمة اوسلو، حسب ما اورد تلفزيون «ان ار كاي»، وكان من المقرر ان يشارك رئيس الوزراء في التجمع ويلقي كلمة اليوم امام 560 شخصا. وقال ضابط رفيع في الشرطة ان هناك احتمالا بوجود متفجرات على الجزيرة الواقعة على مشارف اوسلو والتي اطلق فيها مسلح يرتدي زي الشرطة النار على شبيبة حزب العمال الحاكم، استنادا الى معلومات من اشخاص كانوا يشاركون في اجتماع الشبيبة، وقال تلفزيون «ان ار كاي» العام ان الشرطة القت القبض على المسلح، الا ان الشرطة لم تؤكد او تنفي ذلك، كما لم تصدر اية معلومات عن عدد القتلى والمصابين في ذلك الحادث. وصرح رئيس بلدية اوسلو فابيان ستانغ ان العاصمة تحاول استيعاب فكرة انها انضمت الى قائمة المدن التي يستهدفها مسلحون، وقال لتلفزيون سكاي البريطاني «اليوم نفكر في الناس الذين يعيشون في نيويورك ولندن الذين عاشوا مثل هذه التجربة»، واضاف «لا اعتقد انه من الممكن لنا ان نفهم ما حدث اليوم، ولكن نامل في ان نتمكن من الاستمرار وان تكون اوسلو مدينة مسالمة غدا». وقال متحدث باسم الشرطة في وقت سابق ان عربة شوهدت تسير بسرعة كبيرة في المنطقة قبل وقوع الانفجار، الا انه لم يؤكد ما اذا كان الانفجار ناجما عن سيارة مفخخة. وعرض التلفزيون النروجي صورا لمكتب رئيس الوزارء وغيره من المباني وقد اصيبت باضرار، فيما غطى الزجاج المكسور الارصفة وارتفعت اعمدة الدخان من المنطقة، واغلقت الشرطة المنطقة التي تضم مكاتب رئيس الوزراء ووزارة المالية ومبنى صحيفة «فردينز غانغ» (في جي) اكبر صحيفة شعبية في البلاد، كما دعت الشرطة سكان اوسلو الى البقاء في منازلهم. والمنطقة التي تعرضت للتفجير تقع وسط اوسلو وعادة ما تكون مكتظة، الا ان انفجار الجمعة جاء في وقت من العام يكون فيه العديد من سكان العاصمة خارجها لقضاء الاجازة. واكد رئيس الوزراء في مقابلة هاتفية امس انه لم يصب باذى في الانفجار الدامي الذي وصفه ب»الخطير»، وقال في مقابلة مع محطة تلفزيونية نروجية «حتى لو كانت الاستعدادات جيدة، فان وقوع امر مثل هذا دائما ما يترك اثرا خطيرا». وصرح وزيران حكوميان في وقت سابق ان ستولتنبرغ كان من المقرر ان يزور مناطق خارج اوسلو امس. وصرح صحافي يعمل مع اذاعة «ان ار كي» العامة في موقع الانفجار «ارى ان بعض نوافذ مبنى صحيفة في جي والمقر الحكومي قد تحطمت. بعض الناس ملطخون بالدماء ومستلقون على الشارع»، واضاف صحافي «ان ار كي» ان «شظايا الزجاج تنتشر في كل مكان، والفوضى تعم المشهد. انفجرت نوافذ كافة الابنية في محيط الانفجار»، وقال انه ظن في بادئ الامر ان ما وقع كان «زلزالا»، وتظهر صور نشرها موقع «ان ار كي» شظايا الزجاج المتناثرة امام مبنى الصحيفة المحطة، وتطويق قوات امن نروجية للمنطقة حيث يجري ايضا تقديم المساعدة للمصابين. ولم تعرف على الفور الجهة التي وراء الهجوم، الا ان جهاز الشرطة الاستخباراتية النروجية ذكرت في فبراير ان التطرف الاسلامي يشكل تهديدا كبيرا على البلاد. وقال يان كريتيانسين رئيس الجهاز اثناء تقديمه التقرير السنوي لتقييم المخاطر ان التطرف الاسلامي «هو اولويتنا الرئيسية وهمنا الاساسي». وجاء في التقرير انه «رغم ان عدد قليل من الناس يدعمون التطرف الاسلامي، تقوم بعض الجماعات بنشاطات يمكن ان تسهم في رفع الخطر الامني في عام 2011». والنروج عضو في حلف الاطلسي وتنشر نحو 500 من جنودها في افغانستان، ولم تتعرض لاي هجوم على اراضيها من قبل مسلحين اسلاميين، الا ان الشرطة اعتقلت العام الماضي ثلاثة مسلمين في النروج يشتبه في تخطيطهم لشن هجوم في البلد الاسكندنافي باستخدام متفجرات. كما وجه الادعاء النروجي في وقت سابق من هذا الشهر تهمة الارهاب للملا كريكار مؤسس جماعة انصار الاسلام الكردية المتهم بتهديد سياسي بالقتل بسبب احتمال طرده من البلاد، وحذر الملا كريكار من ان «النروج ستدفع الثمن غاليا» اذا قامت بترحيله. واعرب قادة اوروبا والولايات المتحدة عن ادانتهم الشديدة للهجومين وقال الرئيس الاميركي باراك اوباما «اود تقديم تعازي الشخصية للنروجيين» ودعا دول العالم الى التعاون في مكافحة الارهاب، ووصف اوباما خلال اجتماع مع رئيس الوزراء النيوزيلاندي جون كي الهجمات بانها «تذكير على ان المجتمع الدولي باكمله له مصلحة في منع حدوث مثل هذه الاعمال الارهابية»، وقال «نحن الى جانبهم وسنقدم لهم كل مساعدة ممكنة». وفي وقت سابق قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية هايدي برونك فولتون لوكالة «ندين اعمال العنف المقيتة تلك .. ونتقدم بالتعازي للضحايا وعائلاتهم، وقد اتصلنا بالحكومة النروجية لابلاغها تعازينا». وقالت فولتون ان سفارة بلادها في اوسلو حثت الرعايا الاميركيين على تجنب منطقة وسط اوسلو «والبقاء يقظين ومتنبهين الى محيطهم». وفي باريس، قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في رسالة الى رئيس الوزراء النروجي ينس ستولتنبرغ «لقد تاثرت بعد ان ابلغت للتو بالانفجار الدامي الذي استهدف وسط اوسلو بعد الظهر»، مضيفا «ادين باشد العبارات هذه العمل المشين وغير المقبول»، واضاف «انا حريص، في هذا الوقت العصيب، على ان اؤكد لكم تعاطف شعب فرنسا العميق مع شعب النروج (..) وارجو ان تنقلوا الى عائلات الضحايا تعازي الخالصة». وقال وزير الخارجية الفرنسية الان جوبيه في بيان ان فرنسا «تدين باشد العبارات اعمال العنف الوحشية والعمياء في بلد صديق»، كما ادان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الهجوم التفجيري «المروع» في اوسلو، مؤكدا ادانة بلاده للارهاب بكافة اشكاله. وقال هيغ «تقف المملكة المتحدة يدا بيد مع النروج وكافة حلفائنا الدوليين في مواجهة هذه الفظائع، وتلتزم بالعمل دون كلل معهم لمكافحة تهديد الارهاب بكافة اشكاله». يذكر ان نحو ربع مليون بريطاني يزورون النروج سنويا، بحسب الخارجية البريطانية، وقد اعرب هيغ عن استعداد سفارة بلاده لمساعدة رعاياها ان كان اي منهم من المتضررين جراء الهجوم. كما اعرب رئيس الاتحاد الاوروبي هيرمان فان رومبي عن شجبه لهجوم اوسلو، ووصفه ب»العمل الجبان»، وقال فان رومبي «اشعر بالصدمة وادين باشد العبارات هذه الاعمال الجبانة التي لا يمكن تبريرها»، معربا عن دعم بلدان الاتحاد الاوروبي السبعة والعشرين للنروج ورئيس وزرائها. وقال رئيس البرلمان الاوروبي يرزي بوزيك «لقد قدمت النروج خدمات ثمينة من اجل السلام في بعض اشد بقاع العالم توترا.. واخر ما تستحقه النروج هو هذا الهجوم الارهابي على اراضيها. بيد ان الهجمات الارهابية لا يمكن تبريرها في اي مكان وعلى اية حال».