قتل 11 شخصا في انفجار قنبلة وسط اوسلو واطلاق نار على مخيم لشبيبة حزب العمال الحاكم الجمعة في اول هجمات من نوعها تشهدها الدولة الاسكندنافية. وتحدثت التقارير كذلك عن اصابة العديد في التفجير الذي وقع في المنطقة التي تضم مباني حكومية وسط العاصمة، وكذلك في الهجوم على مخيم الشبيبة في جزيرة تويويا على مشارف العاصمة. وتسود حالة من الارتباك السلطات النروجية حيث ذكرت الشرطة انه ليس لديها اي علم بالجهة التي وراء الهجوم، الا ان وسائل الاعلام قالت ان المسلح الذي اطلق النار على مخيم الشبيبة قد اعتقل. وقال متحدث باسم الشرطة ان الانفجار ناجم عن "قنبلة". وصرحت الشرطة في بيان ان "انفجارا قويا وقع في الحي الحكومي"، الا ان رئيس الوزراء ينس ستولتنبرغ لم يصب بأذى. واضاف البيان "نؤكد وقوع قتلى وجرحى في اعقاب الانفجار في المنطقة التي تضم مباني حكومية بعد ظهر اليوم" الجمعة. وقال ضابط في الشرطة في مؤتمر صحافي ان السلطات ليس لديها اي دليل عن الجهة التي وراء الهجوم. الشرطة تتجنب الفرضيات ..والشكوك تدور حول الإرهابيين الإسلاميين واضاف "ليس لدينا فرضية رئيسية، وليست لدينا اية فرضية يمكننا ان نعمل على اساسها .. امامنا الكثير من العمل لنفهم الوضع". الا ان الشرطة اعربت عن اعتقادها بوجود صلة بين الهجومين. وقال مفوض الشرطة سفينونغ سبونهايم للصحافيين في اوسلو "توجد اسباب قوية تدفعنا للاعتقاد بوجود علاقة بين الحادثين. ومما زاد في حالة الارتباك ان رجلا يرتدي زي الشرطة فتح النار الجمعة على تجمع لشباب حزب العمال الحاكم في جزيرة يوتويا الواقعة على مشارف العاصمة اوسلو، حسب ما اورد تلفزيون "ان ار كاي". وكان من المقرر ان يشارك رئيس الوزراء في التجمع ويلقي كلمة السبت امام 560 شخصا. وقال ضابط رفيع في الشرطة ان هناك احتمالا بوجود متفجرات على الجزيرة الواقعة على مشارف اوسلو والتي اطلق فيها مسلح يرتدي زي الشرطة النار على شبيبة حزب العمال الحاكم، استنادا الى معلومات من اشخاص كانوا يشاركون في اجتماع الشبيبة. وقال تلفزيون "ان ار كاي" العام ان الشرطة القت القبض على المسلح، الا ان الشرطة لم تؤكد او تنفي ذلك، كما لم تصدر اية معلومات عن عدد القتلى والمصابين في ذلك الحادث. وصرح رئيس بلدية اوسلو فابيان ستانغ ان العاصمة تحاول استيعاب فكرة انها انضمت الى قائمة المدن التي يستهدفها مسلحون. وقال لتلفزيون سكاي البريطاني "اليوم نفكر في الناس الذين يعيشون في نيويورك ولندن الذين عاشوا مثل هذه التجربة". واضاف "لا اعتقد انه من الممكن لنا ان نفهم ما حدث اليوم، ولكن نأمل في ان نتمكن من الاستمرار وان تكون اوسلو مدينة مسالمة غدا". وقال متحدث باسم الشرطة في وقت سابق ان عربة شوهدت تسير بسرعة كبيرة في المنطقة قبل وقوع الانفجار، الا انه لم يؤكد ما اذا كان الانفجار ناجما عن سيارة مفخخة. وعرض التلفزيون النروجي صورا لمكتب رئيس الوزارء وغيره من المباني وقد اصيبت باضرار، فيما غطى الزجاج المكسور الارصفة وارتفعت اعمدة الدخان من المنطقة. مبان تضررت جراء الانفجار في أوسلو(أ.ف.ب) واغلقت الشرطة المنطقة التي تضم مكاتب رئيس الوزراء ووزارة المالية ومبنى صحيفة "فردينز غانغ" (في جي) اكبر صحيفة شعبية في البلاد. كما دعت الشرطة سكان اوسلو الى البقاء في منازلهم. والمنطقة التي تعرضت للتفجير تقع وسط اوسلو وعادة ما تكون مكتظة، الا ان انفجار الجمعة جاء في وقت من العام يكون فيه العديد من سكان العاصمة خارجها لقضاء الاجازة. واكد رئيس الوزراء في مقابلة هاتفية الجمعة انه لم يصب بأذى في الانفجار الدامي الذي وصفه ب"الخطير". وقال في مقابلة مع محطة تلفزيونية نروجية "حتى لو كانت الاستعدادات جيدة، فان وقوع امر مثل هذا دائما ما يترك اثرا خطيرا". وصرح وزيران حكوميان لفرانس برس في وقت سابق ان ستولتنبرغ كان من المقرر ان يزور مناطق خارج اوسلو الجمعة. واعرب قادة اوروبا والولايات المتحدة عن ادانتهم الشديدة للهجومين . وقال الرئيس الاميركي باراك اوباما "اود تقديم تعازي الشخصية للنروجيين" ودعا دول العالم الى التعاون في مكافحة الارهاب. ووصف اوباما خلال اجتماع مع رئيس الوزراء النيوزيلاندي جون كي الهجمات بانها "تذكير على ان المجتمع الدولي بأكمله له مصلحة في منع حدوث مثل هذه الاعمال الارهابية". وقال "نحن الى جانبهم وسنقدم لهم كل مساعدة ممكنة". وفي باريس، قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في رسالة الى رئيس الوزراء النروجي ينس ستولتنبرغ "لقد تاثرت بعد ان ابلغت للتو بالانفجار الدامي الذي استهدف وسط اوسلو بعد الظهر"، مضيفا "ادين باشد العبارات هذه العمل المشين وغير المقبول". واضاف "انا حريص، في هذا الوقت العصيب، على ان اؤكد لكم تعاطف شعب فرنسا العميق مع شعب النروج (..) وارجو ان تنقلوا الى عائلات الضحايا تعازي الخالصة". وقال وزير الخارجية الفرنسية الان جوبيه في بيان ان فرنسا "تدين بأشد العبارات اعمال العنف الوحشية والعمياء في بلد صديق". كما ادان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الهجوم التفجيري "المروع" في اوسلو، مؤكدا ادانة بلاده للارهاب بكافة اشكاله. كما اعرب رئيس الاتحاد الاوروبي هيرمان فان رومبي عن شجبه لهجوم اوسلو، ووصفه ب"العمل الجبان". وتشارك النروج في حملة حلف الاطلسي في ليبيا وفي افغانستان. وشنت طائرات النروج غارات على قوات معمر القذافي في ليبيا، لكن اوسلو اعلنت سحب هذه الطائرات بنهاية الشهر. والنروج عضو في الحلف الاطلسي ونشرت قرابة 500 جندي في افغانستان، في كابول وفي الشمال. وصرح صحافي يعمل مع اذاعة "ان ار كي" العامة في موقع الانفجار "ارى ان بعض نوافذ مبنى صحيفة في جي والمقر الحكومي قد تحطمت. بعض الناس ملطخون بالدماء ومستلقون على الشارع". واضاف صحافي "ان ار كي" ان "شظايا الزجاج تنتشر في كل مكان، والفوضى تعم المشهد. انفجرت نوافذ كافة الابنية في محيط الانفجار"، وقال انه ظن في بادئ الامر ان ما وقع كان "زلزالا".