يستعد الناشطون السوريون ل«جمعة احفاد خالد» اليوم للتضامن مع اهالي حمص التي، بحسب منظمات حقوقية سورية، «باتت شبه مغاقة» وتشهد «اوضاعا إنسانية مزرية» و»حال رعب» نتيجة عمليات امنية «شرسة جدا» ادت الى مقتل شخصين امس. في موازاة ذلك، شنت قوى الامن مداهمات واعتقالات جديدة في بلدة حرستا قرب دمشق، وارسلت تعزيزات عسكرية إلى «ضاحية الاسد» قرب العاصمة، حيث يقيم جنود وضباط في الجيش. وعبرت فرنسا عن تذمرها من اعلان وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان بلاده ستطلب من السفراء لديها الحصول على «اذن مسبق» قبل مغادرة دمشق لزيارة مدن اخرى. وقالت إن «جزءا طبيعيا في عمل السفراء هو ان يتنقلوا بحرية في البلدان التي يعملون فيها... السفيرة السورية لدينا تتحرك كيفما تشاء»، معتبرة ان الخطوة تعكس «العزلة» التي يعيشها النظام السوري. ميدانيا، قال ناشطون وشهود إن قوى الامن داهمت أمس المزيد من المناطق في بلدة حرستا، واعتقلت سكان وتمركزت في العديد من شوارعها، ونفذت عمليات اعتقال. وأفاد ناشطون ان السلطات ارسلت تعزيزات عسكرية إلى «ضاحية الاسد» حيث توجد مساكن ضباط وجنود في الجيش. وتحدثوا عن اعتقالات واسعة في حي الاكراد وركن الدين في دمشق، موضحين ان «المداهمات كانت بشكل مخيف» وان «اعدادا من الشبيحة انتشرت في الحي بشكل غير مسبوق». وأعلن «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية» أمس «الخميس الدمشقي» تضامناً مع أهالي ريف دمشق الذين تعرضوا خلال الأيام الماضية لعمليات أمنية واسعة واعتقالات وقطع للمياه والكهرباء والإنترنت والتليفون، خصوصاً في مدينة القابون حيث قتل 18 شخصاً هذا الأسبوع، إضافة إلى قطنا والزبداني وحرستا والحجر الأسود. اما في حمص، فقال ناشطون وشهود إن قوات الأمن واصلت عملياتها الأمنية في المدينة، وداهمت منازل وقامت باعتقالات وأغلقت مداخل بعض الأحياء وأقامت الحواجز العسكرية. وأشار الشهود إلى أن سكانا غادروا أجزاء من المدينة حيث ظهرت آثار المواجهات العنيفة، موضحين أن المدينة «باتت شبه مغلقة» يتعذر دخولها بسبب انتشار الدبابات على محاورها الخارجية والانتشار الأمني الكثيف داخلها، إضافة إلى وجود أعداد كبيرة من «الشبيحة». وافادت الرابطة السورية لحقوق الانسان بان «ثمة اطلاق نار كثيف في احياء الخالدية وبابا عمرو ونزهة التي تطوقها قوات الامن. وقد قتل مدنيان برصاص الامن». وتحدث مقيمون عن إطلاق نار ودوي انفجارات سمعا في حي باب السباع. واوضح احدهم ل «رويترز» ان «هناك ضحايا وكثيرين اعتقلوا. إننا نشعر بخوف شديد». وأفاد المرصد السوري أن «حمص تتعرض منذ صباح امس لعملية أمنية شرسة جدا. الحواجز العسكرية منصوبة في كل شوارع المدينة». وأضاف «الأوضاع الإنسانية باتت مزرية وانقطعت الاتصالات في عدد كبير من أحياء المدينة. معظم الاحياء اقفرت بسبب العمليات العسكرية. شوهدت دبابات في محيط قلعة حمص واغلقت مداخل بعض الاحياء». كما تحدث المرصد عن «حملة اعتقالات واسعة في الغوطة»و»حال رعب» في حي باب الدريب «حيث تسمع اصوات الانفجارات ويعيش الناس فيه حال هلع حقيقية». وقال ناشطون إن «جمعة احفاد خالد» سميت هكذا تيمنا بالقائد العربي خالد ابن الوليد، المدفون في حمص. اما في منطقة ادلب، فقال المرصد السوري إن مدينة سراقب تتعرض لحملة اعتقالات وترهيب لأهلها من قبل دوريات أمن و»شبيحة» بشكل يومي وفي مختلف الأوقات منذ بداية ألأسبوع.