قال ناشطون وشهود إن قوات الأمن السورية واصلت عملياتها الأمنية المكثفة في مدينة حمص، حيث داهمت أمس منازل وقامت باعتقالات وأغلقت مداخل بعض الأحياء وأقامت الحواجز العسكرية فيما سمع إطلاق كثيف للنيران طوال ليلة اول من امس. وأشار الشهود إلى أن الكثير من أجزاء المدينة ظهر عليها آثار المواجهات الأمنية، كما غادرها سكانها، موضحين أن المدينة باتت شبه مغلقة يتعذر دخولها بسبب انتشار الدبابات على محاورها الخارجية والانتشار الأمني الكثيف داخلها، إضافة إلى وجود أعداد كبيرة من قوات غير نظامية تعرف باسم «الشبيحة». أما في بلدة حرستا القريبة من عاصمة دمشق، والتي تشن فيها قوى الأمن عمليات منذ يومين، فقد أرسلت امس تعزيزات عسكرية إلى «ضاحية الأسد» حيث يقيم جنود وضباط. وأعلن «اتحاد تنسيقات الثورة السورية» امس «الخميس الدمشقي» تضامناً مع أهالي ريف دمشق الذين تعرضوا خلال الأيام الماضية لعمليات أمنية واسعة واعتقالات وقطع للمياه والكهرباء والإنترنت والتليفون، خصوصاً في مدينة القابون، التي قتل فيها 18 شخصاً هذا الأسبوع، وقطنا والزبداني وحرستا والحجر الأسود. كما قال ناشطون إن تظاهرات ليلية تواصلت في مناطق عدة من ريف دمشق وكذلك في إدلب شمال غربي البلاد. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن وحدات من الجيش وقوات الأمن السورية واصلت امس عملياتها الأمنية في حمص وسط البلاد التي أقفر عدد كبير من أحيائها. وأكد المرصد أن «الجيش والقوات الأمنية داهمت منازل وقامت باعتقالات في حمص ويسمع إطلاق نار غزير منذ الفجر» في ثالث أكبر المدن السورية حيث سقط ما لا يقل عن 50 قتيلاً خلال الأيام القليلة الماضية. وأضاف أن «معظم الأحياء اقفرت بسبب العمليات العسكرية. شوهدت دبابات في محيط قلعة حمص وأغلقت مداخل بعض الأحياء». وأضاف أن «الحواجز العسكرية منصوبة في كل شوارع المدينة» بينما «تم شن حملة اعتقالات واسعة في الغوطة». وتابع أن منطقة «باب السباع تتعرض لإطلاق نار كثيف جداً مما أدى لاحتراق احد المنازل بينما باتت الأوضاع الإنسانية مزرية وانقطعت الاتصالات في عدد كبير من أحياء المدينة». وباتت حمص الواقعة على بعد 160 كلم من دمشق، احد معاقل المعارضة على اثر اندلاع الاحتجاجات الشعبية في منتصف آذار (مارس). وأرسل الجيش إليها قبل شهرين لاحتواء التظاهرات التي تطالب بإسقاط النظام. وقال ناشطون في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان إن عشرين شخصاً قتلوا الاثنين والثلثاء برصاص ميليشيات موالية للنظام أو الجيش الذي اطلق النار على مشيعين فيما قتل ثلاثون شخصاً في نهاية الأسبوع الفائت في مواجهات بين أنصار النظام ومعارضيه، وفق ناشطين حقوقيين. وشنت قوات الأمن حملة اعتقالات بعد انتهاء إحدى الجنازات ليل اول من امس، فيما كشفت لقطات فيديو، بثت على مواقع على الإنترنت، المشيعين وهم يجوبون شوارع المدينة. وكشفت لقطات فيديو أخرى إضراباً عاماً في المدينة، بينما ذكر نشطاء أن حي الخالدية في المدينة محاصر من قبل قوات الأمن السورية. وأفادت منظمة «هيومان رايتس ووتش» بأن قوات الأمن تشن حملات اعتقالات واسعة في المدن التي تشهد احتجاجات مناوئة للنظام، ومن بينها حماة، وحمص، وعدد من ضواحي العاصمة دمشق. ونقلت عن «ناشطين وشهود عيان» أن حملات الاعتقالات التي شنتها أجهزة أمن النظام في تلك المدن، أسفرت عن إلقاء القبض على أكثر من 2000 شخص، بينهم أطباء كانوا يقومون برعاية المحتجين الجرحى، وناشطون يُعتقد أنهم يزودون وسائل الإعلام بما يجري على الأرض، وناشطون حقوقيون. وفي بلدة حرستا القريبة من العاصمة، أرسلت تعزيزات عسكرية إلى «ضاحية الأسد» حيث يقيم جنود وضباط، كما قال الناشطون. كما اكد المرصد أن تظاهرات ليلية تواصلت في مناطق عدة من ريف دمشق وكذلك في إدلب شمال غربي سورية. من جهة أخرى، قال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من لندن مقراً له، إن سبعين محامياً محاصرون داخل نقابتهم في مدينة السويداء جنوب سورية. وقال نقلاً عن المحامية سيرين خوري إن «حوالى سبعين محامياً من المعارضين أو النشطاء محاصرون داخل النقابة من قبل مجموعات موالية للسلطة تمنعهم من الخروج». وتشهد سورية منذ أربعة اشهر حركة احتجاجات ضد النظام الذي رد بحملة قمع أسفرت حتى الآن عن مقتل اكثر من 1400 مدني، ونحو 350 رجل امن، وتوقيف اكثر من 12 ألفاً ونزوح الآلاف وفق منظمات حقوقية. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون ليلة اول من امس السلطات السورية لوقف القمع فوراً، كما دعا كل الأطراف إلى تجنب استخدام العنف. وقال إن الاعتقالات الجماعية يجب أن تتوقف وعلى النظام السوري أن يستجيب مطالب المواطنين. وكرر الأمين العام للأمم المتحدة الحاجة إلى إجراء حوار موثوق وشامل ينبغي أن يتم من دون تأخير وأن يكون جزءاً من جهد إصلاحي أصيل وشامل.