كشفت الحكومة اليمنية أمس عن تورط أحد أطراف الأزمة الراهنة في البلاد في محاولة اغتيال الرئيس علي عبدالله صالح وعدد من قيادات الدولة عبر تفجير مسجد دار الرئاسة مطلع الشهر الماضي، في حين علمت «الحياة» أن عدداً من قياديي تنظيم «القاعدة» قتلوا في المعارك الدائرة مع الجيش في أبين بينهم «أبو أيمن المصري» الى جانب عائض الشبواني الذي أعلنت وزارة الدفاع مقتله. وأكد نائب وزير الإعلام اليمني عبده الجندي في مؤتمر صحافي أمس في صنعاء أن «التحقيقات حول العملية الإجرامية التي استهدفت الرئيس تشير الى تورط أحد أطراف الأزمة الراهنة في محاولة الاغتيال». وأضاف: «لن أدلي بأي تفاصيل أخرى والحليم تكفيه الإشارة»، مشيراً الى «اعتقال عدد من المتهمين في هذه القضية وسيتم الإعلان عن نتائج التحقيق بشفافية بعد الانتهاء من مراحل التحقيقات». وتابع أن «الطرف المتورط يعرف ما الذي عمله وخطط له ولن يفلت من العقاب». ونفى الجندي اتهامات أحزاب المعارضة لأجهزة وقيادات عسكرية وأمنية بمحاولة اغتيال زعيم حزب «التجمع اليمني للإصلاح» محمد اليدومي بإطلاق الرصاص على سيارته أول من أمس، وقال إن لجنة تحقيق من أحزاب «اللقاء المشترك» والحزب الحاكم برئاسة رئيس جهاز الأمن السياسي اللواء غالب القمش ستتولى التحقيق في الحادث. وكان موقع «نيوز يمن» الإخباري نسب الى اليدومي تصريحات رفض فيها «توجيه الاتهام لأي طرف، أو حتى تضخيم التعاطي مع الحادثة أو استغلالها لتفجير قضايا». الى ذلك أعلنت وزارة الدفاع اليمنية مقتل القيادي في تنظيم «القاعدة» عائض الشبواني على يد القوات الحكومية مساء أول من أمس في محافظة أبين (جنوب) بالإضافة الى مقتل قيادي آخر هو عوض محمد صالح الشبواني، في المعارك التي تخوضها وحدات الجيش لاستعادة مدينة زنجبار عاصمة المحافظة من مسلحي «القاعدة». وعلمت «الحياة» من مصادرها في أبين أن القيادي في «القاعدة» وأحد أبرز المطلوبين لأجهزة الأمن اليمنية «أبو أيمن المصري» قتل في المعركة نفسها الى جانب عائض وعوض الشبواني في منطقة دوفس شرق زنجبار، بالإضافة الى قيادي رابع يدعى سليم هبه، والذي كان معتقلاً في السنوات الماضية في سجن جهاز الأمن السياسي بصنعاء وأفرج عنه قبل عدة أشهر. وأكدت المصادر أن المعارك بين وحدات الجيش والمسلحين المتشددين خلفت عشرات القتلى والجرحى من الطرفين أغلبهم من «القاعدة». يذكر أن عائض الشبواني هو مسؤول «القاعدة» في محافظة مأرب (شمال شرق صنعاء) وقد فشلت السلطات اليمنية في اعتقاله مرات عدة، كما نجا من غارة شنتها طائرة أميركية بدون طيار على موقع في مأرب مطلع العام الماضي وأعلنت السلطات اليمنية يومها انه قتل مع «أبو أيمن المصري». أما المصري فكان يتنقل خلال السنوات الماضية بين محافظات الجوف ومأرب وشبوة منتحلاً اسم «صالح الجوفي»، وقد لعب دوراً محورياً في تشكيل تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» كما خطط وشارك في تنفيذ عدد من العمليات الإرهابية التي استهدفت دوريات للجيش ومراكز أمنية. من ناحية ثانية، بحث نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمس مع وفد من الأممالمتحدة يزور اليمن برئاسة جمال بن عمر مستشار الأمين العام بان كي مون، تطورات الأزمة اليمنية والحوار بين الموالاة والمعارضة حول سبل الخروج منها.