دمشق، عمان، نيقوسيا - «الحياة»، أ ف ب ، رويترز - وسط مخاوف من استعداد قوى الامن لشن عملية عسكرية واسعة في احياء جديدة في حمص، انتشرت مدرعات وناقلات جند وقوات أمن بكثافة في «دوار الفاخورة» و»حي النازحين»، ما دفع الكثير من السكان إلى المغادرة إلى مناطق اخرى تحسبا لعملية امنية. وتزامن ذلك مع استمرار الحصار الامني على منطقة باب السباع وسط المدينة وانقطاع المياه والكهرباء واضراب عام شل الحركة. اما في دمشق وضواحيها فقد تواصلت المداهمات والاعتقالات. وقال ناشطون إن عدد المعتقلين في ريف دمشق وصل خلال الايام الثلاثة الماضية إلى مئات. كما تحدثوا عن مواجهات امنية في ادلب وتعزيزات في درعا. إلى ذلك وبعد يومين من خروج 550 ألف متظاهر في دير الزور في «جمعة احفاد خالد»، اصدر الرئيس بشار الاسد مرسوما يقضي بتعيين سمير عثمان الشيخ محافظا جديدا لدير الزور. وعن التطورات الميدانية، أفادت الرابطة السورية لحقوق الانسان ان «قوات ومدرعات الجيش السوري انتشرت بكثافة في دوار الفاخورة ومحيط حي النازحين»، مرجحة ان يكون ذلك «استعدادا لشن عملية عسكرية وامنية في المنطقة». كما أفادت منظمات حقوقية سورية أن 9 دبابات دخلت من جهة دوار الاستخبارات الجوية وتمركزت بين منطقتي الخالدية والقصور في حمص. وأفاد المرصد السوري ان الأوضاع الإنسانية في العديد من احياء المدينة «سيئة» بسبب صعوبة وصول مواد طبية او غذائية او مساعدات انسانية لسكان محاصرين، خصوصا في حي باب السباع وحي الخالدية. وتحدث سكان عن تقسيم حمص عمليا إلى «مناطق معزولة» يصعب دخولها بسبب الانتشار الامني الكثيف والاعتقالات. إلى ذلك، قالت الرابطة السورية لحقوق الانسان إن «حملة اعتقالات واسعة طالت المئات في حي ركن الدين والقابون في دمشق»، مشيرا الى «تواجد امني كثيف في الازقة ومفارق الطرق ومداخل الاحياء في القابون حيث يتم التدقيق في لوائح المطلوبين على الداخلين والخارجين من الحي». فيما ذكر المرصد «ان ثلاث تظاهرات خرجت في حي الميدان في دمشق، الاولى من قرب مسجد الماجد في الزاهرة والثانية بعد صلاة العشاء من مسجد الدقاق والثالثة خرجت في شارع الكورنيش قرب مسجد المنصور» ليل اول من امس حيث يخرج الالاف عادة في تظاهرات ليلية. كما افاد المرصد ان «مدينة سراقب الواقعة في ريف ادلب، شمال غرب البلاد، شهدت حملة مداهمات واعتقالات» صباح امس، موضحا ان «عناصر من الجيش الموجودين على مشارف المدينة اطلقوا النار بكثافة لتفريق اهالي سراقب الذين تجمعوا لقطع الطريق الدولي المؤدي من حلب الى دمشق عند مدخل المدينة احتجاجا على العمليات الامنية». واضاف: «قامت قوات الامن بعد فتح الطريق بحملة اعتقالات في المدينة اعتقلت على اثرها اكثر من 15 شخصا». واشار الى ان «عناصر الامن التي يرافقها شبيحة النظام عمدت الى تكسير المحال واثاث المنازل كما باغتت الاهالي واثارت حنقهم»، في هذه المدينة التي تشهد مظاهرات بشكل شبه يومي. إلى ذلك، اصدر الرئيس السوري مرسوماً يقضي بتعيين سمير عثمان الشيخ محافظاً لدير الزور خلفاً لحسين عرنوس، كما ذكرت وكالة (سانا). وقالت الوكالة إن الرئيس السوري اصدر مرسوماً بنقل عرنوس ليشغل منصب محافظ القنيطرة. وكان ناشطون قالوا إن نحو 550 الفا تظاهروا في دير الزور الجمعة الماضي، لكن التلفزيون السوري نفى ان يكون العدد بلغ هذا الحد، مؤكداً ان الفي شخص فقط شاركوا في التظاهرة. على صعيد متصل، ابدى المرصد السوري قلقه على حياة نشطاء لا تزال الاجهزة الامنية تحتجزهم منذ منتصف ايار (مايو) بعدما سلموا انفسهم اثر بيان لوزارة الداخلية يدعوهم الى تسليم انفسهم في مقابل وقف ملاحقتهم.