عاينت لجنة شكلها البرلمان العراقي المناطق الحدودية التي تتعرض للقصف وسترفع تقريراً إلى الحكومة المركزية لاتخاذ موقف من هذه القضية، فيما دعت الخارجية طهران إلى وقف عملياتها» حفاظاً على العلاقات». وقال عضو اللجنة شوان طه في تصريح إلى «الحياة» إن أعضاءها «اجتمعوا مع المسؤولين في حكومة إقليم كردستان وأطلعوا على تقارير سياسية وأخرى إنسانية تتعلق بتبعات القصف الإيراني»، مبيناً أن «التقارير السياسية تتعلق بالتجاوزات على السيادة العراقية، فيما تتعلق التقارير الإنسانية بحياة السكان الذين يتعرضون للقصف». وأوضح أن أعضاء اللجنة «زاروا المناطق التي تتعرض للقصف في قلعة دزه وجومان الحدوديتين والتقوا المسؤولين فيها وقوات حرس الحدود ومع السكان النازحين». ولفت إلى أن الزيارة «ستستغرق يومين على أن ترفع تقريراً مفصلاً إلى البرلمان والحكومة لاتخاذ موقف رسمي». واتهم شواني الجانب الإيراني بإثارة «المشاكل مع العراق، من خلال عمليات القصف وقطع مياه نهر الوند عن مدينة خانقين فضلاً عن التدخل في الأمور الاقتصادية»، مشيراً إلى أن أمام الحكومة العراقية خيارين «تسوية الخلافات مع إيران، أو اللجوء إلى القوانين الدولية المتعلقة بالسيادة». وعن عدد النازحين جراء القصف، قال إنه «يتغير بين حين وآخر وحسب المناطق، ولا يمكن إعطاء رقم محدد، وقد لاحظنا خلال زيارتنا أن القصف المدفعي مستمر». من جهة أخرى، جاء في بيان لحزب «الحياة الحرة» (بجاك) المعارض لإيران إن الجيش الإيراني «توغل مسافة كيلومترين في الأراضي العراقية»، مشيراً إلى أن المصادمات أسفرت عن مقتل «نحو 180 من الجنود الإيرانيين، وهناك تسع جثث وقعت بيد مقاتلي بيجاك، الذي خسر أيضاً عدداً من مقاتليه في الاشتباكات». وكان حزب العمال الكردستاني هدد، الأربعاء، بمقاتلة إيران في حال إقدامها على توسيع رقعة حربها داخل إقليم كردستان العراق، متهماً طهران بممارسة الضغوط على حكومتي الإقليم وبغداد لضرب المعارضة الإيرانية وتتخذا موقفاً سلبياً من بقاء القوات الأميركية في العراق، موجهاً انتقادات إلى الولاياتالمتحدة لصمتها. وقال الناطق باسم حركة «التغيير» المعارضة محمد توفيق رحيم في تصريح إلى «الحياة»، إن مواقف السلطات الكردية «لم تكن بالمستوى المطلوب، إذ أن الاعتداءات الإيرانية تجري بموافقة وعلم جهات معينة داخل السلطة، ولو كانت المعارضة في السلطة لنظمت على الأقل احتجاجات شعبية، في حين أن السلطات لم تحرك ساكناً». وكانت حكومة إقليم كردستان طالبت إيران «بالحفاظ على سيادة الإقليم باعتبارها جزءاً من سيادة العراق»، مؤكدة «وجود خرق إيراني للحدود».