لم ينجح اجتماع لقادة الكتل السياسية العراقية، عُقد امس في مقر الرئيس العراقي جلال طالباني، في اقرار موقف موحد من تمديد وجود القوات الاميركية في العراق وسط تسريبات عن نية الأكراد توجيه طلب رسمي الحكومة يشرح الحاجة الى وجود تلك القوات في المناطق المتنازع عليها. وعلى رغم نجاح طالباني في جمع زعيم «القائمة العراقية» اياد علاوي ورئيس الوزراء نوري المالكي للمرة الاولى منذ شهور الا ان خلافات تفجرت في شأن تحقيق «التوازن» في المؤسسات الرسمية العراقية وفق اتفاق اربيل. ولخص طالباني الموقف الرسمي للاجتماع في مؤتمر صحافي قال فيه ان «الاجتماع توصل الى تفاهمات جيدة». وأضاف تمت «مناقشة الخلافات السياسية بروح اخوية وتم التطرق الى مصير القوات الاميركية في البلاد». وكشف عن اتفاق الكتل السياسية على تشكيل لجنة مصغرة، تضم ممثلي الكتل السياسية للبحث في محاور الاجتماع الثلاثة (الانسحاب الاميركي واتفاق اربيل والترشيق الحكومي). وقال: «اتفقنا على تفعيل عمل لجنة سابقة توقف عملها وتضم جميع ممثلي القوى السياسية الرئيسية لمناقشة تنفيذ اتفاقات اربيل والتوازن الوطني». وأضاف ان «نائب رئيس الوزراء روز نوري ساويش انيطت به مهمة متابعة اعمال لجنة مصغرة تضم ممثلي القوى السياسية وستُعقد اجتماعات شبه يومية لإنهاء عملها وإعداد تقرير مفصل ورفعه الى اجتماع جديد تعقده الكتل بعد اسبوعين». ولدى سؤاله في شأن ما خرج به الاجتماع عن بقاء القوات الاميركية في العراق بعد نهاية السنة اوضح طالباني ان «الكتل السياسية حددت مهلة اسبوعين للبحث في موقف نهائي من القضية على ان يُعقد اجتماع جديد بعدها لاتخاذ قرار وطني موحد». لكن معلومات سُربت عن الاجتماع اكدت عدم الوصول الى توافق من الانسحاب الاميركي وان الحكومة تبحث عن مخرج لا يتيح تمديد الاتفاق الامني بين الجانبين على ان يضمن بقاء نحو 10 آلاف جندي اميركي تحت بند تدريب القوات الامنية العراقية. وقال نائب الرئيس العراقي خضير الخزاعي ل «الحياة» انه «يمكن ايجاد قوة (من الجيش الاميركي) معقولة تحت عناوين مستشارين او مدربين او ديبلوماسيين لكن بأعداد معقولة ووفق الاتفاقات المعمول بها عالمياً ولا يمكن اطلاق صفة الاحتلال عليها». وكان مقربون من رئيس الحكومة قالوا ان المالكي لم يتسلم بعد اي طلب رسمي اميركي لابقاء قوات. وأبلغت مصادر مطلعة «الحياة» امس ان خلافات حصلت بين ممثلي «العراقية» و «دولة القانون» في شأن تطبيق بند اتفاق اربيل الخاص بتحقيق التوازن العرقي والمذهبي في مؤسسات الدولة. وجاء الاجتماع مع توقعات بوصول نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الى العراق خلال ساعات حيث سيجري مشاورات حاسمة تتعلق بمصير القوات الاميركية والاجراءات النهائية لانسحاب نصف عديد القوات الحالي والبالغ 47 الف جندي. وكان قائد اركان الجيوش الاميركية الاميرال مايكل مولن اكد في تصريحات له اول من امس ان «الولاياتالمتحدة والعراق يجريان حالياً مفاوضات في شأن اتفاق امني جديد محتمل ينص على ابقاء قوات اميركية في العراق بعد 31 كانون الاول (ديسمبر) المحدد للانسحاب.