شهدت البورصة المصرية على مدار الجلسات الثلاث الماضية حالة نزيف، أطلق عليها الخبراء «أيام الخسائر السود»، نظراً إلى اندفاع المتعاملين نحو البيع عشوائياً، إثر تجدد المخاوف من اعتصام الثوار القائم في ميدان التحرير، ما انعكس سلباً على التعاملات بدءاً من جلسة الأربعاء الماضي، لتتعافى البورصة أول من أمس، بعد عودة المتعاملين إلى اقتناص الفرص. وتراجع مؤشر الأسهم الناشطة «EGX30» على مدى ثلاث جلسات أي منذ الأحد وحتى الثلاثاء، بنسبة 7.24 في المئة ما يعادل 388.57 نقطة، ليقفل أمس على 4971.77 نقطة في مقابل 5360.34 نقطة إقفال أول من أمس. وانخفض مؤشر «EGX70» بنسبة 5.81 ما يعادل 36.1 نقطة مقفلاً على 584.52 نقطة في مقابل 62.620 نقطة أول من أمس. وسجل مؤشر «EGX100» تراجعاً نسبته 5.86 في المئة بقيمة 56.32 نقطة ليغلق على 903.22 نقطة في مقابل 959.54 نقطة أول من أمس. وفقدت القيمة الترسملية للبورصة 20.69 بليون جنيه، أي 5.2 في المئة، إذ أغلقت السوق أول من أمس على 376.610 بليون جنيه في مقابل 397.300 بليون جنيه الخميس الماضي، ما أفضى إلى انهيار في مؤشرها الرئيس بعد أن نفّذ الأجانب والمؤسسات عمليات بيع عشوائية للأسهم القيادية والمتوسطة والصغيرة، أفقدها نحو 30 في المئة من قيمتها. واستمرت البورصة خلال الأسبوع في تسجيل خسائر بلغت نحو 700 نقطة نسبتها 6 في المئة، أو 15 بليون جنيه من قيمتها الترسملية. فيما فشلت محاولات المصريين والعرب بالحدّ من اندفاع المؤشر الرئيس نحو الهبوط الحاد من 5500 نقطة، ليصل إلى منطقة 4900 نقطة نتيجة انهيار القيمة الترسملية للأسهم القيادية، التي جاء في مقدمها «البنك التجاري الدولي» و «لاوراسكومات»، اللذان يمثلان أكبر وزن نسبي في المؤشر الرئيس. وأكد خبراء في السوق، وجود حال من «عدم الاستقرار نتيجة القلق الذي سيطر على المتعاملين خصوصاً الأجانب والمؤسسات، إضافة إلى أزمة اليونان التي تتفاقم يوماً بعد يوم، والتخوف من أزمة عالمية جديدة». قلق المتعاملين ولفت خبراء، إلى «حال القلق غير الطبيعي التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، نظراً إلى الصراع الدائر في اليمن وسورية وليبيا، ما أثر سلباً في الدعوة إلى الاستثمار في المنطقة العربية». وشددوا على أن «الاستقرار أساس يشكل القرار في توجيه رؤوس الأموال الأجنبية نحو الاستثمار». وأوضحوا أن البورصة «تبلورت فيها المشاكل التي تواجهها مصر من اعتصامات وتظاهرات في المحافظات، إذ تمرّ البلاد في ظروف غير واضحة المعالم، كما فقدت التحليلات الفنية والمالية قدرتها على توقع اتجاه السوق». وأشاروا إلى أن السوق «تعتمد حالياً على المضاربات، وليس على استثمار متوسط أو طويل الأجل، خوفاً من انهيار المؤشرات والقيمة الاسمية للأسهم كما حصل يوم الثلثاء الأسود، الذي شهد انهياراً لكل المؤشرات، لتعاود البورصة من دون مبرر موجة الارتفاع، لاقتناص الفرص والمضاربات، بهدف تحقيق أرباح خفيفة من دون التأثر بأي خسائر».