زار وفد أمني مصري برئاسة مسؤول ملف فلسطين في الاستخبارات العامة المصرية اللواء سامح نبيل، قطاع غزة لساعات عدة أمس، التقى خلالها رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية، ورئيس الحركة في القطاع يحيى السنوار، ونائبه خليل الحية وعدداً من قادة «حماس»، في إطار متابعة تنفيذ اتفاق المصالحة. ورأى مراقبون أن الوفد وصل إلى القطاع في «مهمة عاجلة جداً لا تحتمل التأجيل»، إذ سمحت إسرائيل بدخوله ومغادرته القطاع على رغم عطلة السبت المقدّس لدى اليهود، والذي لا تسمح خلاله بالحركة لأي كان. ولم ترشح أي معلومات عن فحوى اللقاء الذي استغرق خمس ساعات في مهمة «شبه مستحيلة» لإعادة ضخ الدماء في جسد المصالحة الميت منذ شهور عدة. وتناول اللقاء المصالحة وموقف «حماس» من مطالب الرئيس محمود عباس بتسليم «كل شيء» في القطاع «فوق الأرض وتحتها» بما فيه سلاح «كتائب القسام»، الذراع العسكرية للحركة، وأنفاقها. وكان الوفد الأمني المصري غادر القطاع قبل نحو شهر، بعد لقاءات عدة أجراها مع الفصائل بعد وصوله في 25 شباط (فبراير) الماضي لمتابعة تنفيذ اتفاق المصالحة الأخير الذي وقعت عليه حركتا «فتح» و «حماس» في العاصمة المصرية القاهرة في 12 تشرين الأول (اكتوبر) 2017. وقالت مصادر قريبة من «حماس» في وقت سابق في تصريحات إلى «الحياة»، إن «المصالحة لم تعد موجودة بالنسبة إلى الحركة، التي تولي أهمية قصوى في الوقت الراهن لتعزيز مسيرة العودة الكبرى واستمرارها بالزخم المطلوب. وأشارت إلى أن الحركة «ترفض شروط عباس الجديدة، ولن تسلّم سلاحها وأنفاقها، وهو ما أكده هنية خلال خطاب في مخيم العودة شرق مدينة غزة قبل نحو أسبوع». ولفتت إلى أن «حماس» قدّمت الكثير من الخطوات والتنازلات، لكن السلطة الفلسطينية وحركة «فتح» وعباس لم يقدّموا شيئاً سوى مزيد من العقوبات على الحركة ومليوني فلسطيني في القطاع. وكان عباس قرر أخيراً فرض عقوبات جديدة على القطاع عقب تفجير استهدف موكب رئيس الوزراء رامي الحمدالله ورئيس الاستخبارات العامة اللواء ماجد فرج في 13 آذار (مارس) الماضي. وكان آخر هذه العقوبات وقف الحكومة الأسبوع الماضي، رواتب حوالى 70 ألفاً من موظفيها في القطاع، ما فاقم الفقر الذي تعيشه غالبية الفلسطينيين في القطاع. واتهم عباس «حماس» بتفجير الموكب والمسؤولية الكاملة عنه، ما نفته الحركة نفياً قاطعاً، وقالت إن التحقيقات أثبتت أن سلفيين مدفوعين من «جهة ما» في تلميح إلى السلطة الفلسطينية، يقفون وراء الجريمة. وتزامناً مع وصول الوفد الأمني المصري إلى غزة، أوقفت السلطات المصرية العمل في معبر رفح الحدودي من دون إعلان الأسباب، لكنها عادت وفتحته عصراً فور مغادرة الوفد. وكانت القاهرة قررت فتح المعبر الذي يربط قطاع غزة بشبه جزيرة سيناء، في كلا الاتجاهين لمدة ثلاثة أيام، من الخميس حتى السبت. ويرجح أن تكون أغلقته عقب العملية الإرهابية التي استهدفت قوات الأمن المصرية في شبه جزيرة سيناء أمس.