وصل رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية ورئيس المكتب السياسي للحركة في قطاع غزة يحيى السنوار مساء أمس الى العاصمة المصرية، في زيارة يقومان بها للمرة الأولى منذ انتخابهما، على رأس وفد رفيع من قيادات الحركة في الداخل والخارج، لإجراء محادثات مع مسؤولين مصريين في شأن العديد من القضايا، وذلك بالتزامن مع وصول القيادي المفصول من حركة «فتح» النائب محمد دحلان الى القاهرة اليوم. ويرافق هنية، في جولته الأولى منذ انتخابه رئيساً للمكتب السياسي في أيار (مايو) الماضي، إضافة الى السنوار الذي انتخب رئيساً للمكتب السياسي للحركة في قطاع غزة في آذار (مارس) الماضي، عضوا المكتب السياسي خليل الحية وروحي مشتهي أحد أقرب المقربين من السنوار، ونائب القائد العام ل «كتائب القسام» الذراع العسكرية للحركة مروان عيسى. وسينضم إلى الوفد من قيادات الخارج نائب رئيس المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق. وأكد قيادي بارز في «حماس»، فضل عدم ذكر اسمه، ل «الحياة» أن الزيارة ستقتصر على القاهرة، ولن يغادرها هنية والوفد المرافق له الى أي دولة أخرى، موضحاً أن «الترتيبات للزيارة تجرى منذ أشهر، أعقبت انتخاب هنية رئيساً للمكتب السياسي، على أن تشمل دولاً عدة، كونها الزيارة الخارجية الأولى له، لكن ذلك لن يحدث خلال هذه الزيارة، بل في مرة مقبلة». وكشف مصدر رفيع في «التيار الإصلاحي» في حركة «فتح» بزعامة النائب المفصول من الحركة محمد دحلان ل «الحياة» أن الأخير سيصل اليوم الى القاهرة على رأس وفد رفيع من قيادات التيار، تزامناً مع زيارة هنية، فيما لم يتسنَّ ل «الحياة» الحصول على تأكيد أو نفي إمكان عقد اجتماعات بين هنية ودحلان والوفدين المرافقين. وسيعقد هنية والوفد المرافق اجتماعات مع قيادات الاستخبارات العامة المصرية، في مقدمهم الوزير اللواء خالد فوزي، ومسؤولو الجهاز، وسيبحث مع المسؤولين المصريين عدداً من القضايا، أهمها ملف صفقة لتبادل الأسرى مع إسرائيل، بخاصة أن السنوار اتفق مع المسؤولين المصريين خلال زيارته الى القاهرة في حزيران (يونيو) الماضي على دور حصري لمصر في إبرام أي صفقة محتملة، نظراً الى كونها الراعي الرئيسي ل «صفقة وفاء الأحرار» (صفقة شاليت) عام 2011. كما سيبحث الوفد المصالحة الفلسطينية وآليات إنهاء الانقسام المستمر منذ أكثر من عشر سنوات، وسبل فتح معبر رفح الحدودي مع مصر المغلق في شكل شبه تام منذ سنوات، والوضع الأمني على الحدود وتهريب الأفراد عبر الأنفاق الواقعة أسفل الشريط الحدودي المشترك، الذي تسيطر عليه «حماس» من الجانب الفلسطيني، والتبادل التجاري بين القطاع ومصر، والأوضاع الانسانية المأسوية في القطاع، ومن بينها ملف الكهرباء. وذكرت حركة «حماس» في بيان أمس أن «هنية سيبحث عدداً من القضايا المهمة، بخاصة العلاقات الثنائية مع مصر الشقيقة، وسبل تطويرها وتعزيز التفاهمات مع القاهرة، التي تمت خلال زيارة الوفود السابقة للحركة، وآليات تخفيف الحصار عن غزة وغيرها من المواضيع التي تهم الطرفين». وأضاف البيان أن «الوفد سيبحث مستجدات القضية الوطنية، وسبل استعادة وحدة الشعب الفلسطيني وتحقيق المصالحة الوطنية».