قال ناطق باسم «حركة المقاومة الإسلامية» (حماس)، أن الرئيس الجديد للمكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية ورئيسها في قطاع غزة يحيى السنوار، وصلا إلى مصر اليوم (السبت)، في أول زيارة يجريانها بعد توليهما منصبيهما. وسعت «حماس» في الأشهر الماضية إلى إصلاح العلاقات مع مصر التي تسيطر على المعبر الحدودي الوحيد لغزة، والتي تشعر بقلق شديد من العلاقات بين «حماس» وجماعة «الإخوان المسلمين» التي أطاحها الجيش المصري من السلطة بعد احتجاجات ضدها. وقال الناطق باسم «حماس» فوزي برهوم أن المحادثات مع مصر ستركز على مسألة الحصار على غزة، ورأب الصدع مع حركة «فتح» بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقالت «حماس» في بيان إن هنية والسنوار توجها إلى القاهرة «للقاء المسؤولين المصريين على رأس وفد رفيع المستوى من قيادة الحركة في الداخل والخارج». وأضاف البيان أن مسؤولي «حماس» سيبحثون «قضايا مهمة وخصوصاً العلاقات الثنائية مع مصر وسبل تطويرها وتعزيز التفاهمات مع القاهرة التي تمت خلال زيارة وفود الحركة السابقة وآليات تخفيف الحصار عن غزة وغيرها من الموضوعات التي تهم الطرفين». وأوضح أن البحث سيتناول كذلك «تحقيق المصالحة الوطنية» في الساحة الفلسطينية. وقال السنوار في نهاية آب (أغسطس) الماضي، إن موظفي حكومة «حماس» وعددهم اكثر من 40 ألف مدني وعسكري، «يلاحقون التطرف الفكري (في إشارة إلى الجماعات السلفية)، ويمنعون تهرب الأشخاص على الحدود مع مصر». وأضاف أن حماس «جاهزة لحل اللجنة الادارية (التي تدير قطاع غزة) فوراً إذا انتهت المبررات التي أدت إلى تشكيلها»، بعد سيطرة «حماس» على قطاع غزة إثر المواجهات الدامية مع حركة «فتح» في 2007، لكنه حذر من أن حدوث هذه الخطوة «من دون اتفاق مع السلطة (الفلسطينية في رام الله برئاسة محمود عباس) سيضع القطاع على حافة هاوية مدمرة وسيدفع الأوضاع باتجاه الحرب». واتخذ عباس أخيراً إجراءات عدة للضغط على «حماس»، فأوقف التحويلات المالية إلى القطاع المحاصر وخفض رواتب موظفي «فتح» وفاتورة الكهرباء التي تزود بها إسرائيل القطاع. وانتخب هنية رئيساً للمكتب السياسي ل «حماس» في أيار (مايو) الماضي. وتراقب إسرائيل التي وقعت معاهدة سلام مع مصر العام 1979، المناقشات بين القاهرة و «حماس» عن كثب.