استقبلت القاهرة أمس وفد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، بعد أن انضم وفد الداخل برئاسة رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية وعضوية 21 مسؤولاً في الحركة، من بينهم مسؤول الحركة في قطاع غزة يحيى السنوار والقيادي يحيى مشتهي، مع وفد الحركة القادم من إسطنبول الدكتور موسى أبو مرزوق. وقالت مصادر مطلعة في القاهرة ل «الحياة»، إن وفد حماس الموسع بدأ مناقشات مع المسؤولين الأمنيين في القاهرة في مقدمها قضية الأسرى بين حماس وإسرائيل، وإتاحة وقت أوسع في فتح معبر رفح البري، والمصالحة الفلسطينية. وعلمت «الحياة» أن المكتب السياسي للحركة عقد أول اجتماع له برئاسة هنية في القاهرة قبل أن يباشر لقاءات مع مسؤولين مصريين، ويستقبل مدير الاستخبارات العامة في مصر خالد فوزي اليوم وفد الحركة. وقالت المصادر إن وفد حماس إلى القاهرة حضر ليؤكد التزامه بما تم من «تفاهمات» بين الجانبين، ويطلب من مصر الوفاء بتعهداتها بتقديم تسهيلات تجارية مع القطاع وأخرى خاصة بفتح معبر رفح البري. وأشارت المصادر إلى أن جوهر التفاهم الأمني بين مصر والحركة يتضمن ضبط الحدود ومنع التسلل من وإلى غزة من أي طرف وتبادل المعلومات بما يخدم المصالح المصرية والوضع الأمني في القطاع. وأكدت مصر للحركة أن التفاهمات معها أمنية وليست سياسية وبالتالي ليست على حساب السلطة الوطنية الفلسطينية. وقالت المصادر إن لقاء فوزي مع الوفد اليوم سيجري خلاله بحث نية الحركة في القيام بجولة تشمل دولاً عربية وإسلامية قد يكون من بينها قطر وتركيا وإيران. وأضافت المصادر أن الحكومة المصرية مهتمة بقيام «حماس» بدورها في ضبط الحدود حتى تضمن عدم تسلل أو إيواء إرهابيين أو مدهم بالسلاح للقيام بعمليات في شمال سيناء، خصوصاً في محيط رفح والعريش. وأشارت إلى تأكيدات مصرية لإدارة حماس أن ضبط الحدود يشكل عنصراً أساسياً في قرارات القاهرة الخاصة بفتح المعبر. وقالت الحركة في بيان إن هنية والسنوار غادرا القطاع إلى القاهرة للمرة الأولى منذ انتخابهما، عبر معبر رفح الحدودي، وذلك «للقاء المسؤولين المصريين على رأس وفد رفيع المستوى من قيادة الحركة في الداخل والخارج»، وأن الوفد سيبحث العديد من القضايا المهمة، خصوصاً العلاقات الثنائية وسبل تطويرها وتعزيز التفاهمات مع القاهرة، التي تمت خلال زيارة وفود الحركة السابقة، وآليات تخفيف الحصار عن غزة، وغيرها من الموضوعات التي تهم الطرفين، وأن البحث سيتناول كذلك «تحقيق المصالحة الوطنية» في الساحة الفلسطينية.