أجرى مساعد الرئيس الأميركي لشؤون مكافحة الإرهاب جون برينان في اليوم الثاني من زيارته لليمن أمس، محادثات واسعة مع أحزاب المعارضة والحزب الحاكم ومنظمات المجتمع المدني، كُرست لبحث عملية الانتقال السلمي للسلطة للخروج من الأزمة الراهنة والحيلولة دون تفاقم الأوضاع الامنية والمعيشية وانزلاق البلد إلى الفوضى. لكن القيادي في أحزاب المعارضة في تكتل «اللقاء المشترك» الدكتور محمد المتوكل، اعتبر ان اللقاء مع برينان «لم يكن فيه جديد». وعلمت «الحياة» من مصادر سياسية مطلعة، أن مساعد الرئيس الأميركي التقى قادة المعارضة على غداء عمل في مبنى السفارة الأميركية بصنعاء، وناقش معهم «دور أحزابهم في إنجاح عملية نقل السلطة، ومشاركة جميع الأطراف السياسية الأخرى بمن فيها حزب المؤتمر الشعبي (الحاكم)، ومنظمات المجتمع المدني في عملية التغيير، ولا سيما لجهة وقف التدهور الاقتصادي الذي ينعكس على حياة اليمنيين». وقالت المصادر نفسها إن برينان أكد وجهة نظر واشنطن، التي ترى في المبادرة الخليجية المخرجَ الأسلم لكل الأطراف، غير أنها رفضت الكشف عن تعديلات يُعتقد أنها أُدخلت على المبادرة الخليجية في ضوء اقتراحات قدمها في وقت سابق مبعوث للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون زار اليمن قبل نحو أسبوعين، وما إذا كانت تلك التعديلات طرحت على المعارضة خلال اللقاء. وتؤكد مصادر ديبلوماسية في صنعاء أن البرنامج الزمني لتنفيذ المبادرة الخليجية سيتغير، وبالذات ما يتعلق بالفترة الانتقالية المطلوبة لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وتنفيذ الإصلاحات الدستورية، كما أن التعديلات تعطي الأولوية لإصلاح الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، باعتبار أن الاقتصاد اليمني يوشك على الانهيار، والأوضاع المعيشية للمواطنين وصلت إلى مستويات متدنية غير مسبوقة. وقال بيان للسفارة الأميركية، إن برينان شدد خلال لقاءاته على ضرورة التنفيذ العاجل لنقل السلطة الذي يحقق تطلعات الشعب اليمني، وأكد أنه «من الأهمية بمكان لجميع الأطراف المشاركين في عملية سياسية سلمية للإيفاء بالاحتياجات الملحّة للشعب اليمني لتحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والأمنية». وأعربت مصادر سياسية يمنية عن خشيتها من تفجر الأوضاع في اليمن، ورأت أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة، خصوصاً مع اتجاه «شباب الثورة» المعتصمين في العاصمة والمدن الاخرى نحو تصعيد تحركهم والمطالبة بتشكيل مجلس انتقالي على الفور. وفي المقابل، تحدثت معلومات غير رسمية عن اعتزام الرئيس علي صالح العودة إلى اليمن الأحد المقبل من رحلته العلاجية الى السعودية، والذي يصادف الذكرى 33 لتوليه الحكم في اليمن في 17 تموز (يوليو) 1978، وأن السلطات اليمنية تستعد لترتيب احتفالات كبيرة للمناسبة.