شدد مبعوث الأممالمتحدة لدى ليبيا غسان سلامة، على ضرورة وقف التدخلات الخارجية في الشؤون الليبية، مشيراً إلى أن ليبيا في حاجة إلى انتخابات رئاسية بعد الاستفتاء على الدستور أو من خلال إجراء تعديل على الإعلان الدستوري الحالي. وقال سلامة في كلمة ألقاها أمس، خلال مشاركته بالملتقى الوطني الليبي في العاصمة طرابلس، إن مهمته التي كُلِّف بها من قبل الأممالمتحدة هي «إعادة بناء الدولة الليبية»، مشيراً إلى أن عناصر خطته لحل الأزمة الليبية «تكمّل بعضها». وأكد سلامة أن «الاتفاق السياسي ساري المفعول إلى حين إقرار دستور وإجراء انتخابات». وكان مبعوث الأممالمتحدة التقى رئيس مجلس الدولة الجديد خالد المشري، ثم استعرض مع رئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج آخر التطورات السياسية على الساحة الليبية والإقليمية بما فيها القمة العربية المقبلة في المملكة العربية السعودية. على صعيد آخر، ذكر تقرير للأمم المتحدة نُشر أمس، أن آلاف الليبيين، رجالاً ونساءً وأطفالاً، محتجزون في ظروف مرعبة في ليبيا على أيدي جماعات مسلحة تخضعهم لأشكال من التعذيب والانتهاكات الأخرى. وتوصل مكتب الأممالمتحدة لحقوق الإنسان وبعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا إلى استنتاجات جديدة عن حدوث «اعتقالات واسعة ومطوّلة وتعسفية وغير قانونية وانتهاكات لحقوق إنسان متفشية في الحجز». وقال زيد رعد الحسين المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة في بيان إن «هذا التقرير لا يكشف النقاب فقط عن الانتهاكات والتجاوزات المروعة التي يعانيها الليبيون المحرومون من حريتهم، ولكن أيضا الرعب الهائل والتعسف الذي تمثله هذه الاعتقالات». وتابع: «هذه الانتهاكات والتجاوزات يجب أن تتوقف ويجب أن تتم محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم بشكل كامل». وقدم التقرير تفاصيل عن كيفية احتجاز الجماعات المسلحة للناس بشكل روتيني بمعزل تام عن العالم، وتعرضهم لتعذيب منهجي بما فيها الضرب بقضبان حديدية، والجلد على باطن القدم، والحرق بالسجائر واستخدام الصدمات الكهربائية. وحذر التقرير من أن «المعتقلات يواجهن دوماً مخاطر عالية للتعرض لانتهاكات جنسية، مشيراً إلى أن «في بعض مرافق الاحتجاز تُجبر النساء على التعري ويتعرضن لتفتيش عدواني بواسطة الحراس الذكور أو تحت أنظار وتحديق مسؤولين ذكور». وأشار التقرير إلى أنباء عن وفيات بين الموقوفين في مراكز الاحتجاز، وأوضح أن جثث مئات الأشخاص الذين احتُجزوا على أيدي جماعات مسلحة عُثر عليها لاحقاً في المستشفيات أو ملقاة في الشوارع ومكبات القمامة.