واشنطن - «نشرة واشنطن» - تختبر الولاياتالمتحدة استراتيجية جديدة للوفاء بأهداف الأممالمتحدة، التي رسمها 189 زعيماً عالمياً عام 2000، بتقليص الفقر والمرض وعدم المساواة بين الجنسين بحلول عام 2015. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، قبل خمس سنوات من حلول الأجل النهائي في عام 2015، إلى عقد قمة رفيعة المستوى في أيلول (سبتمبر) المقبل في نيويورك، لتسريع خطى التقدم الدولي في هذا المضمار. وستجدد الولاياتالمتحدة في القمّة المرتقبة في نيويورك بعد شهر، دعوتها للجهات المانحة والدول المستفيدة من المعونات، بأن تؤكد أن مواردها الموجّهة للتنمية ستُدار بصورة تتسم بالشفافية. وينوي الرئيس الأميركي باراك أوباما عرض خطة على القمة المرتقبة، لإعطاء دفع قوي للجهود العالمية لخفض الفقر والمرض وعدم المساواة. وتمهيداً للقمة، أصدرت «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية» الحكومية تقريراً شكل لبّ استراتيجية الرئيس أوباما في هذا الشأن، يركز على أمور مثل الإبداع والنتائج المستدامة ورصد النتائج والمحاسبة. وأفاد التقرير بأن استخدام الإبداع يعني تطوير التكنولوجيات والسبل لإيصال الغذاء والدواء على وجه السرعة وبأثمان زهيدة للفقراء، كما تأمل الولاياتالمتحدة بأن تطور التكنولوجيات الأكثر كفاءة عبر شراكات بين الحكومات والمنظمات الدولية والقطاع الخاص وشبكات أبحاث دولية. ومن الأمثلة على هذا النهج مبادرة الزراعة التي أعلنت عنها في حزيران (يونيو) الماضي وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، التي تهدف إلى استخدام العلم في مكافحة الجوع عالمياً، عبر الترويج لتحسينات في أساليب الإنتاج الزراعي والمزارع ووسائل التغذية في دول تجاهد لإنتاج ما يكفي من الغذاء لشعوبها. وطلبت حكومة أوباما من الكونغرس الأميركي رصد مزيد من الأموال للأبحاث الزراعية. ومنحت «المعهد القومي للحساسية والأمراض المعدية» 14 مليون دولار لتمويل 10 مراكز أبحاث جديدة للسيطرة على داء الملاريا واستئصاله عالمياً. وأوضح مدير «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية» راجيف شاه، أن نسبة الناس الذين يعيشون في فقر مدقع، أي بأقل من 1.25 دولار يومياً، تراجعت منذ تثبيت «أهداف الألفية» في عام 2000 من 42 في المئة إلى 25، ما جعل في المتناول تحقيق هدف خفض عدد الفقراء بواقع النصف، وقال: «سنكون أكثر تصميماً وننتهج استراتيجات ونناضل من أجل تلبية أهداف الألفية في غضون خمس سنوات». لكن تبين ان عقبات تعيق تلبية هذه الأهداف، منها الصعوبة في الوصول إلى الكثير من فقراء العالم ممن يقيمون في مناطق نزاعات أو يواجهون تمييزاً إتنياً ودينياً واجتماعياً. إذ زاد عدد السكان الذين يعيشون في ظروف فقر مدقع في أفريقيا جنوب الصحراء إلى 400 مليون نسمة منذ العام 1990. وفي حين تراجع عدد التلاميذ غير الملتحقين بمدارسهم من 105 ملايين في عام 1999 إلى 72 مليوناً عام 2007، أفادت تقارير للأمم المتحدة بأن 56 مليون طفل سيظلون محرومين من التعليم بحلول عام 2015 إذا استمر الاتجاه الحالي.