واشنطن- «نشرة واشنطن» - أعلنت كبيرة العلماء في «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية» جولي هوارد أن الولاياتالمتحدة رفعت قيمة التمويل المخصص لتطوير أنواع جديدة من الحبوب التي تتكيف مع تغير المناخ، ومن البقوليات ذات الإنتاجية العالية والمحاصيل والمواشي المقاومة للأمراض. وأشارت المستشارة في الوكالة للبحوث الزراعية والإرشاد والتعليم الزراعي، ان الأخيرة تصب في صميم الغذاء والمستقبل، وإلى أن «الوكالة» ستنفق 120 مليون دولار على البحوث حول المحاصيل والحيوانات الداجنة والتدريب خلال العام الحالي، أي ثلاثة أضعاف المبلغ الذي أنفقته عام 2008. وأوضحت أن «مبادرة الغذاء من أجل المستقبل»، أي استراتيجية حكومة الرئيس باراك أوباما لتحسين الزراعة والاستدامة الغذائية والتغذية، تركز على أربع مناطق جغرافية تسود فيها معدّلات عالية من الفقر وسوء التغذية، وتبحث إمكان تغيير أنظمتها الزراعية. وهذه المناطق هي جنوب آسيا التي تضم بنغلادش والهند، ومنطقة الساحل الأفريقي، بخاصة شمال غانا وجنوب مالي، والمرتفعات الأثيوبية، ومنطقة زراعة الذرة في شرق أفريقيا وجنوبها. وأكدت هوارد أن أهداف البحوث الزراعية في الولاياتالمتحدة تتطابق مع أهداف «معاهدة البحوث الزراعية القومية والإقليمية والدولية»، وتشمل عدداً متزايداً من الشراكات من القطاع الخاص والجامعات الأميركية والبنك الدولي والمنظمات الإنمائية. وتركز المشاريع التعاونية التي تبلغ قيمتها 30 مليون دولار، اهتمامها على إيجاد أنواع محسّنة من الذرة البيضاء والدُّخْن، واللقاحات الحيوانية الجديدة والإدارة الأفضل للموارد الطبيعية المستخدمة في الزراعة، وزيادة إنتاج مزارع تربية الأسماك. وتستهدف البحوث تحسين إدارة التربة والمياه، والتفاعل بين المزارع والغابات، وقدرة مقاومة المواشي والأغنام والماعز لحمّى الساحل الشرقي، اي الحمّى القرادية. ومنحت «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية»، من خلال إحدى الشراكات، مبلغ 4.5 مليون دولار إلى شركة «أركاديا للعلوم البيولوجية»، لتطوير رزّ يمكنه تحمل ملوحة المياه في بنغلادش. وتفيد هذه الشركة العاملة في ولاية كاليفورنيا بأن محاصيل زراعية عالمية تقدر قيمتها ب20 بليون دولار، تهدر سنوياً نتيجة تسرّب المياه المالحة إلى التربة والمياه الجوفية. وستجمع شركة «أركاديا» بيانات حول انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الصادرة من حقول الرز في بنغلادش وإندونيسيا، فالسماد النيتروجيني هو الدافع الرئيس للانبعاثات الزراعية، في حين أن تكنولوجيا كفاءة النيتروجين لدى «أركاديا» تتيح إنتاج مقادير عالية من المحاصيل الزراعية باستعمال كميات أقل من الأسمدة. ومن خلال شراكة أخرى مع «المركز الدولي لتحسين الذرة والقمح» في مكسيكو سيتي (المكسيك)، تموّل الوكالة العمل على تطوير أنواع مقاومة للجفاف من الذرة لأفريقيا، وبحوثاً مع «معهد الأبحاث الزراعية في كينيا» حول إنتاج أنواع من المنيهوت (الكاسافا) والموز، مقاومة للفيروسات، وتموّل الوكالة مع وزارة الزراعة الأميركية العمل الذي يقوم به الخبراء المختصون في علم أمراض النباتات في «جامعة مينيسوتا» الأميركية لتطوير قمح مقاوم لمرض الصدأ المُدمّر لساق النبات، الذي انتشر من شرق أفريقيا إلى جنوبها وفي الشرق الأوسط وآسيا الوسطى. واستطاع الباحثون تحديد نوع هذا الصدأ في أوغندا عام 1999 وأطلقوا عليه اسم «Ug99». وأكدت «جامعة مينيسوتا» أنه في حال تُرك هذا الصدأ من دون معالجة، يمكنه القضاء على نسبة 80 في المئة من محصول القمح عالمياً. وتؤكد الوكالة ان الأنواع المحسّنة من المحاصيل شكّلت منذ تسعينات القرن الماضي نحو نصف الزيادة الحاصلة في الإنتاج الزراعي. وكتب مدير «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية»، راجيف شاه، في رسالته السنوية العام الماضي «نتيجة لذلك، أصبح النمو المرتبط بالمكاسب في الإنتاجية الزراعية أكثر فعالية بثلاثة أضعاف في زيادة دخل الفقراء من القطاعات الأخرى».