دمشق، عمان، نيقوسيا - «الحياة»، أ ف ب ، رويترز - قال ناشطون وشهود إن آلاف المدنيين نزحوا من حماة السورية إلى دمشق ومدينة السلمية القريبة، موضحين ان الدبابات لا تزال عند مداخل المدينة. في موازاة ذلك، وسَّع الجيش السوري نطاق عملياته في ادلب ودخل مناطق جديدة في جبل الزاوية، واقتحم بلدة كفنصرة واتخذ من مدرستها مركزاً للتحقيق والاعتقال، كما اقتحم بلدة كفرعويد. يأتي ذلك في الوقت الذي اعتبر ناشطون، أن اللقاء التشاوري الذي دعا اليه النظام «وكل ما ينبثق عنه، لا يشكل حواراً وطنياً يمكن البناء عليه»، داعين إلى «جمعة لا للحوار». وعن تطورات حماة، قال ناشطون إن عدد القتلى في المدينة ارتفع خلال الساعات الثماني والاربعين الماضية إلى 22 شخصاً، فيما جرح واعتقل المئات، متحدثين عن هجوم على مشفى الحوراني حيث يتم علاج عدد كبير من الجرحى. وذكرت المنظمة الوطنية لحقوق الانسان، أن حماة «شهدت نزوح أعداد كبيرة من السكان باتجاه دمشق والسلمية (القريبة من المدينة)»، كما نقل ناشطون عن مقيمين في المدينة القول ان امدادات المياه قطعت، وإنها باتت تستهلك مياهاً من مخزون الطوارئ. وعلى رغم ان الدبابات تقف على مداخل المدينة منذ ثلاثة أيام، إلا انه ظهر ان هناك «تمهلاً» في دخولها. وتحدث ناشطون عن «مآزق واختبار تواجهه السلطات في حماة». وقال ديبلوماسي في دمشق ل «رويترز»: «هناك مسار سياسي ومسار أمني، ويبدو أنه ليس هناك اتساق بينهما، حماة هي الاختبار، اذا بقيت الدبابات على مشارف المدينة وابتعدت في نهاية الامر، سيبدو أن الغلبة كانت للمسار السياسي». وقال رامي عبدالرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان، إنه اذا دخلت الدبابات حماة وقضت على الاحتجاجات ستشتعل سورية كلها من الجنوب الى الشمال ومن الشرق الى الغرب. وأضاف أن «النظام سيكون معزولاً دولياً، لأن حماة لها رمز تاريخي». إلى ذلك، دعا الناشطون على صفحة «الثورة السورية 2011» على «فايسبوك»، إلى تظاهرات في جمعة 8 تموز (يوليو) أطلقوا عليها «جمعة لا للحوار». وكانت هيئة الحوار الوطني التي شكلها النظام، دعت الى عقد مؤتمر للحوار الوطني في 10 تموز، يضم معارضين ومثقفين. لكن «لجان التنسيق للثورة السورية» قالت في بيان امس: «إن اللقاء المذكور وكل ما ينبثق عنه لا يشكل بحال من الأحوال حواراً وطنياً حقيقياً يمكن البناء عليه». وأضافت: «تأتي خطوة النظام هذه تحت ضغط الاحتجاج الشعبي من جهة، ومن جهة أخرى استجابةً لمطالبات دولية تسعى لإيجاد حل سياسي لما تسميه بالأزمة السورية، معوِّلة حتى اللحظة على بقاء النظام، ورافضة أن تنزع عنه الشرعية، التي سقطت أصلاً بعد نحو أربعة شهور من العنف الممنهج ضد المتظاهرين السلميين». وأضاف البيان: «يبادر النظام إلى هذه الخطوة الشكلية في الوقت نفسه الذي يستمر فيه بحصار المدن وقصفها بالدبابات». وفي جنيف، أكد ناطق باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر، أن عناصر من اللجنة تمكنوا من الدخول الى درعا وإدلب، اكثر المدن التي تضررت من عمليات الجيش وقوى الامن. وقال هشام حسن: «تمكنّا الاسبوع الماضي من الذهاب الى درعا في الجنوب وإلى إدلب في الشمال. إنهما اكثر المناطق إصابة بالعنف». وقدمت اللجنة الدولية للصليب الاحمر اثناء زيارتها الى درعا وإدلب ادوات اسعاف اولية الى السكان.