دمشق، عمان، جنيف، واشنطن - «الحياة»، أ ف ب ، أ ب - قال ناشطون وشهود عيان، إن تعزيزات أمنية وصلت إلى مدينة تلبيسة في ريف حمص ضمت اكثر من 4 باصات وخمس شاحنات تقل عناصر امنية ومعدات، وتحدثوا عن «حملات ترهيب» في أحياء عدة من حمص وحماة، التي دخلها نحو 12 باصاً للأمن لتعزيز قسم الشرطة في ديربعلبة. وجاءت التعزيرات مع تنفيذ اهالي حماة وحمص والرستن والحولة إضراباً كاملاً، حيث اغلقت المحال التجارية والمدارس والاعمال الخاصة والعامة عشية «جمعة لا للحوار». واعتبر وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه، ان فرص قيام النظام السوري بإصلاحات «معدومة»، في حين حض الامين العام للامم المتحدة بان كي مون دمشق على «وقف» اعمال القتل المستمرة والسماح لبعثات تقويم انسانية وحقوقية بدخولها، كما دعا أعضاء البرلمان الاوروبي إلى «انشاء ممرات انسانية» لتقديم المساعدة إلى اللاجئين السوريين في لبنان وتركيا. وأكدت الخارجية الأميركية ليل امس أن سفيرها روبرت فورد يزور مدينة حماة برفقة وفد من السفارة الأميركية والتقى ب»12 شخصية» من المدينة «للتعبير عن وقوف الولاياتالمتحدة مع الشعب السوري وحقه في التعبير» وللاطلاع مباشرة على الأوضاع هناك، وسيبقى فيها اليوم. وأكد مسؤول في الخارجية الأميركية ل»الحياة» أن فورد توجه الى المدينة أمس وعلى رأس وفد من السفارة الأميركية، وأنه «جرى ابلاغ الحكومة السورية بأن وفدا من السفارة سيتوجه الى المدينة». وقد تولت السفارة الترتيبات مباشرة، خلافاً لزيارة جسر الشغور التي نظمتها الحكومة السورية. وقال المسؤول أن هدف الزيارة هو «للاطلاع بشكل مباشر على الأوضاع في المدينة والتعبير عن وقوف الولاياتالمتحدة مع الشعب السوري في سعيه للتعبير عن نفسه ونيل حقوقه». وفي التطورات الميدانية، قال ناشطون وشهود إن دبابات الجيش أعادت انتشارها على مداخل حماة وفي داخلها، وشنت قوى الامن حملة اعتقالات ضد عشرات الناشطين. وقال ناشطون إن اكثر من مئة عائلة فروا امس الى منطقة السلمية، جنوب شرقي حماة، بسبب تدهور الوضع الامني والخدماتي في المدينة، مشيرين إلى انقطاع الكهرباء بعد المياه، وصعوبة عمل المستشفيات. وقال احد سكان حماة ل «فرانس برس»، إنه تم «نقل جثتين لشابين وجدتا على جسر مزيريب إلى مشفى الحوراني»، مشيراً إلى «عدم التمكن من تحديد هويتهما، نظراً لتشوهات طالت وجههما». واتهم «عناصر موالية للنظام بالقيام بذلك، لأنهم هم من يسيطرون على هذا الجسر الذي هو جزء من الطريق الدولي بين حمص وحلب المار من جانب حماة من الجهة الشرقية». وفي ريف إدلب، حيث يجري الجيش عمليات منذ منتصف حزيران (يونيو) انسحبت قوات الامن من بلدتي كنصفرة وبليون، متوجهة إلى قرية أبلين. كما حاصرت قرية ابتيتا بحسب ناشط. وأوضح الناشط ان «الجيش انسحب من كفرعويد وسفوهن باتجاه كفرنبل»، مشيراً إلى «استمرار العمليات شرق وجنوب بلدة مرعيان في المغارة وفركيا ودير سنبل» في إدلب. وأشار المرصد السوري إلى «فرض حظر تجول غير معلن في عدد من القرى التي شهدت عمليات أمنية في اليومين الماضيين اعتقل خلالها نحو 300 شخص». وذكر المرصد «أن حظراً للتجول غير المعلن فرض على سكان كنصفرة وكفرعويد وكفررومة واحسم وكفرنبل». كما لفت إلى تظاهرات ليلية ضمت الآلاف في ريف دمشق وإدلب وحرستا ودير الزور ونوى. وأفادت الرابطة السورية لحقوق الإنسان إلى تظاهرات ليلية في اللاذقية والحسكة وحمص والبوكمال ومعرة النعمان. ورأت رئيسة اللجنة العربية للدفاع عن حرية الرأي والتعبير بهية مارديني «ان من سيحضر جلسة الحوار سيسقط شعبياً». ولفتت إلى «ان الموضوع برمته هو أزمة ثقة بين المعارضة والسلطة وبين السلطة والشعب».