أعلن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أمس، أن من المحتمل تأسيس منظمة مشتركة للتعاون بين «أوبك» والمنتجين المستقلين فور انتهاء سريان الاتفاق الحالي الخاص بخفض إنتاج النفط في نهاية السنة. كان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز قال الشهر الماضي إن السعودية وروسيا تعملان على اتفاق تاريخي طويل الأجل قد يمتد لعشر إلى عشرين سنة، وربما يمدد القيود التي يفرضها المصدرون الرئيسيون على إمدادات الخام العالمية. وذكر نوفاك أنه ووزير الطاقة السعودي خالد الفالح ناقشا التعاون في الأجل الطويل، مشيراً إلى أن «آلية التفاعل» الحالية أثبتت فعاليتها. وأبلغ نوفاك الصحافيين قائلاً: «نفكر في صيغة للتعاون الذي قد يكون في الأجل الطويل، تتضمن إمكان مراقبة السوق وتبادل المعلومات وكذلك تنفيذ بعض الإجراءات المشتركة إذا اقتضت الضرورة». وبموجب الاتفاق بين أعضاء «أوبك» بقيادة السعودية وبعض المنتجين المستقلين، تعهدت موسكو بخفض الإنتاج بواقع 300 ألف برميل يومياً. وقال نوفاك «تقييد إنتاج النفط ليس علاجاً، (لكن) هذا إجراء ضروري»، مضيفا أن تعزيز التعاون مع «أوبك» أمر له مبرراته. وأشار إلى أن انضمام روسيا ل «أوبك» ليس مطروحاً للنقاش. ومن المتوقع أن يشارك وفد رفيع المستوى من السعودية في المنتدى الاقتصادي الروسي في سان بطرسبرغ في أيار (مايو) والذي سيحضره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وفقاً لما ذكره منظمو الحدث. وقال نوفاك إن لا خطط محددة حتى الآن للتعاون الطويل الأمد، في حين ستتم مناقشة مقترحات التعاون الجديدة خلال اجتماع اللجنة الوزارية ل «أوبك» المكلفة مراقبة تنفيذ اتفاق خفض الإنتاج والذي سيعقد في جدة هذا الشهر. ووصل نوفاك إلى تركيا أمس، ضمن وفد روسي بقيادة بوتين لإجراء مباحثات. وقال في سياق آخر إن موافقة تركيا على الجزء البري من خط أنابيب الغاز الثاني «ترك ستريم» التابع ل «غازبروم» لم تصدر بعد، موضحاً أن «الشركات (الروسية والتركية) تتناقش بشأن البروتوكول... كل التراخيص الخاصة بالجزء البحري وصلت وهو قيد الإنشاء. وكانت مصادر أبلغت وكالة «رويترز» في شباط أن تركيا لم تصدر بعد الموافقة ل «غازبروم» للبدء في إنشاء الجزء البري من الخط، ما أثار مخاوف من أن المشروع قد يتأجل. الى ذلك، توقعت شركة «بترولوجستكس» التي تقوم بتتبع إمدادات «أوبك» أمس، أن يكون إنتاج المنظمة النفطي في الربع الأول من السنة انخفض بمقدار 425 ألف برميل يومياً، مقارنة بمتوسط إنتاجها عام 2017. واشارت الشركة التي تقوم بتتبع الناقلات في رسالة عبر البريد الإلكتروني، إن إنتاج دول المنظمة البالغ عددها 14 دولة في الأشهر الثلاثة الأولى من السنة، بلغ في المتوسط 32.27 مليون برميل يومياً بانخفاض قدره 425 ألف برميل يومياً عن متوسط إمدادات «أوبك» اليومية عام 2017 بأكمله. وأضافت إن «إمدادات دول أوبك في الربع الأول تراجعت إلى أدنى مستوى فصلي منذ دخول اتفاق تقييد الإنتاج حيز التنفيذ قبل نحو 15 شهرا». وكان معدل الالتزام بالاتفاق مرتفعاً بمعايير «أوبك»، مع الانخفاض الحاد في إنتاج فنزويلا الذي يتراجع وسط أزمة اقتصادية، ما عزز الخفوضات الطوعية التي تنفذها السعودية أكبر منتج في المنظمة، وحلفاؤها الخليجيون. وأعلنت «بترولوجستكس» إن إمدادات «أوبك» انخفضت في الربع الأول بمقدار 113 ألف برميل يومياً، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. وتتخذ «بترولوجستكس» من جنيف مقراً، وهي واحدة من بين شركات الاستشارات التي تقدر إمدادات «أوبك» من خلال رصد شحنات الناقلات. وحققت أسعار النفط مكاسب أمس، إذ تبدد إثر زيادة الإنتاج الروسي والتوقعات بخفض أسعار الخام السعودي بفعل تباطؤ محتمل في الإنتاج الأميركي. وسجلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 63.20 دولار للبرميل بحلول الساعة 06:57 بتوقيت غرينتش، بارتفاع نسبته 0.3 في المئة، أو ما يعادل 19 سنتاً، عن التسوية السابقة. وارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج «برنت» 0.4 في المئة، أو ما يعادل 27 سنتاً، إلى 67.90 دولار للبرميل بعدما هبطت 2.5 في المئة الاثنين. وتعرضت السوق لضغوط، إذ من المتوقع أن تخفض السعودية، أكبر مصدر للخام في العالم، أسعار بيع كل أنواع الخام التي توردها لآسيا في أيار. ويأتي ذلك في ظل زيادة الإمدادات، إذ ضخت روسيا 10.97 مليون برميل يومياً في آذار (مارس) ارتفاعاً من 10.95 مليون برميل يومياً في شباط (فبراير) وفقاً لما أظهرته البيانات. وهذا هو أعلى مستوى في 11 شهراً. في طوكيو أعلنت شركة الاستكشافات البترولية اليابانية (جابكس)، أن «بتروناس» الماليزية و «شركة نفط الشمال» العراقية توصلا لاتفاق لتطوير حقل «الغراف» النفطي، وأن الحكومة العراقية أقرت خطة الكونسورتيوم لاستهداف إنتاج 230 ألف برميل يومياً في الربع الأخير من عام 2020 من الإنتاج الحالي البالغ نحو 90 ألف برميل.