تقوض قوة الروبل آمال منتجي النفط الروس والحكومة في تعزيز الإيرادات بدعم من الاتفاق العالمي على خفض الإنتاج الذي يهدف إلى رفع الأسعار وتقليص المخزونات. وارتفع سعر «مزيج خام الأورال» الروسي حوالى 20 في المئة منذ أن اتفقت «منظمة البلدان المصدرة للنفط» (أوبك) و11 من كبار المنتجين خارجها العام الماضي على تخفيض الإنتاج في النصف الأول من هذا العام. غير أنه في الوقت نفسه، قفز الروبل أكثر من عشرة في المئة مقابل الدولار ما قلص مكاسب النفط الروسي. وتنخفض إيرادات موازنة الحكومة الروسية أيضاً من صادرات النفط عندما ترتفع العملة. وبلغ سعر برميل النفط من «مزيج خام الأورال» أقل قليلاً من ثلاثة آلاف روبل اليوم (الخميس) وهو المستوى نفسه الذي كان عليه في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر). وهبط السعر إلى 2686 روبلاً في ال 24 من آذار (مارس) الماضي. وقال ألكسندر كورنيلوف من «أتون للوساطة» في موسكو إن «الروبل أدى إلى تراجع الشركات (النفطية). نتائح الربع الأول ستكون أسوأ بسبب ارتفاع الروبل». وقالت شركة «روسنفت» الروسية للنفط المتوسطة الحجم والتي تنتج حوالى 140 ألف برميل يومياً، إن ارتفاع أسعار الخام لم يعوض جهودها لتقييد الإنتاج لجهة القيمة بالروبل. وذكرت الشركة في تعليقات عبر البريد الإلكتروني إنه «مقارنة مع الربع الأخير لم يكد سعر برميل النفط يتغير بقيمته بالروبل»، مضيفة أن أسعار النفط ينبغي أن تترواح بين 3400 و3600 روبل للبرميل. وقالت «غازبروم نفت»، وهي واحدة من أكبر ثلاث شركات منتجة للنفط في روسيا، إنها ملتزمة خططها لعام 2017 الرامية إلى استخراج 89.2 مليون طن من النفط والغاز (1.7 مليون برميل يومياً) بارتفاع نسبته ثلاثة في المئة على أساس سنوي. وامتنعت الشركة عن التعليق على الروبل. وأحجمت «روسنفت» و«لوك أويل» عن التعليق بينما لم ترد «سرغوت نفتغاز» و«تاتنفت» على طلبات «رويترز». وقالت وزارة الطاقة في تعليقات عبر البريد الإلكتروني إن السعر الذي يتراوح بين 55 و60 دولاراً للبرميل «مريح جداً» لجميع منتجي النفط. وبلغت أسعار خام «برنت» القياسي في العقود الآجلة حوالى 56 دولاراً للبرميل اليوم. وامتنعت الوزارة عن التعليق حول ما إذا كان ارتفاع الروبل جعل اتفاق تخفيض الإنتاج أقل جاذبية لروسيا. وتخفض «أوبك» إنتاجها بحوالى 1.2 مليون برميل يومياً بدءاً من الأول من كانون الثاني (يناير) ولمدة ستة أشهر. ووافقت روسيا، أكبر منتج للخام في العالم، ومنتجون آخرون من خارج «أوبك» على تخفيض الإنتاج بمقدار نصف حجم خفض إنتاج المنظمة. وبلغت نسبة التزام روسيا الخفض حوالى 83 في المئة. * مخاوف في شأن الموازنة بعدما جرى توقيع الاتفاق قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الموازنة الاتحادية قد تحقق إيرادات إضافية بقيمة 1.750 تريليون روبل (31 بليون دولار) بفعل ارتفاع أسعار النفط وإن الشركات قد تربح 750 بليون روبل. لكن إذا بقي الروبل مستقراً عند مستوياته الحالية هذا العام فستصل الإيرادات الإضافية التي ستتدفق على خزائن الدولة من النفط والغاز إلى تريليون روبل وفق حسابات وزارة المال الروسية. وقدرت وزارة المال الروبل بأنه مقوم بأعلى من قيمته الحقيقية بما يتراوح بين 10 و12 في المئة. وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أمس إنه لم يتلق شكاوى من شركات النفط إلى الآن وإنه ينوي لقاء المنتجين هذا الشهر. وتجتمع «أوبك» في ال 25 من أيار (مايو) وتدرس ما إذا كانت ستمدد الاتفاق بعد حزيران (يونيو). وقالت مصادر في «أوبك» الشهر الماضي، إن معظم أعضاء المنظمة يميلون إلى ذلك إذا وافق جميع المنتجين أيضاً بما في ذلك الدول غير الأعضاء في المنظمة. ولم تقل روسيا علناً ما إذا كانت تدعم تمديد اتفاق تخفيض الإنتاج لكنها قلقة في شأن انتعاش إنتاج النفط الصخري الأميركي من جراء ارتفاع أسعار الخام. وقال كورنيلوف «لولا اتفاق أوبك... لكان الموقف أسوأ حتى في ظل انخفاض الروبل».