يواصل تنظيم «داعش» تنفيذ هجماته على مواقع قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية بريف دير الزور الشرقي بغية تكبيده خسائر في العدة والعتاد، في حين هزت انفجارات عدة حي جمعية الزهراء غرب حلب، ناجمة عن سقوط قذائف صاروخية على مناطق في الحي الواقع غرب حلب، والخاضع لسيطرة قوات النظام، كما استهداف قوات النظام بقذائف مدفعية عدة مناطق في بلدة الغنطو، وقرية عيون حسين، الواقعتين في الريف الشمالي لحمص. ورصد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» اشتباكات عنيفة تدور بين الطرفين في منطقة البوكمال بريف دير الزور الشرقي، في هجومٍ عنيف ينفذه عناصر التنظيم، بالتزامن مع دوي انفجارات تترافق مع قصف مكثف من قبل التنظيم. ولفت «المرصد» إلى أن «داعش» هاجم شحنة أسلحة كانت في طريقها إلى قوات النظام وحلفائها في المنطقة، حيث تمكن التنظيم من الاستيلاء عليها، وأسفرت الاشتباكات العنيفة المتواصلة عن مزيد من القتلى والجرحى بين طرفي القتال، إذ وثق «المرصد» مقتل 9 على الأقل من المسلحين الموالين للنظام من جنسية عراقية وآسيوية، ومعلومات عن مزيد من القتلى بين الطرفين، ليرتفع إلى 182 عدد القتلى من قوات النظام خلال 20 يوماً من المعارك والهجمات. كان «المرصد» نشر أخيراً، أنه على رغم تناقص مساحة سيطرته في شكل كبير، والذي حوَّله من صاحب أكبر نفوذ على الأرض السورية، إلى مُؤتمِر على عدة جيوب متناثرة في دمشق وحمص ودير الزور والحسكة، وجيب على الحدود مع الجولان المحتل لمبايعيه، بمساحة نحو 5650 كلم مربع من الأراضي السورية بنسبة نحو 3 في المئة من الجغرافية السورية، إلا أن «داعش» عاود الاستفاقة مجدداً، ليصعِّد من هجماته المتتالية على مواقع خصومه، حيث يركز التنظيم على الطرف الذي أفقده عشرات آلاف الكيلومترات من مساحة سيطرته، ألا وهو النظام، فبدأ موجهاً ضرباته في شكل متتالٍ في محورين رئيسيين بالعاصمة دمشق ومثلث حميمة– البوكمال– الميادين ريف دير الزور وأطراف بادية حمص، إذ يهدف التنظيم إلى إيقاع أكبر عدد ممكن من الخسائر في صفوف خصومه، إضافة لتوسعة نطاق سيطرته بعد حصره في جيوب ضيقة منفصلة ومتناثرة. ورصد «المرصد» منذ ال13 من آذار (مارس) الجاري، بدء التنظيم لهجماته، والتي استهلها بهجوم في العاصمة دمشق، مكنه من التوسع في حي القدم بالقسم الجنوبي من العاصمة، تبعته هجمات استهدفت المحطة الثانية التي سيطر عليها التنظيم كذلك في جنوب البوكمال وهجمات أخرى في منطقة حميمة وبادية الميادين، وسط استهدافات لمواقع تابعة لقوات النظام وحلفائها، في غرب نهر الفرات، ضمن بادية دير الزور الشرقيةوالجنوبيةالشرقية، حيث أن هذه الهجمات المتتالية أوقعت خسائر بشرية كبيرة في صفوف عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها، وفي صفوف «داعش»، إذ وثق «المرصد» مقتل ما لا يقل عن 173 من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها، منذ ال13 وحتى 29 من آذار، من ضمنهم أكثر من 114 عنصراً قتلوا في العاصمة دمشق، فيما قتل البقية في مثلث الميادين– حميمة– البوكمال، كما قتل أكثر من 47 عنصراً من التنظيم بينهم 17 على الأقل قتلوا في دمشق من ضمنهم قيادي في التنظيم.